توسع صيني في السوق الروسي رغم العقوبات

توسع صيني في السوق الروسي رغم العقوبات

- ‎فياقتصاد اوروبا
739ef50133aab03b5c69062b13299a7f scaled 1739ef50133aab03b5c69062b13299a7f scaled 1

نتيجة للاحتجاج على غزو روسيا لأوكرانيا في فبراير 2022، قام أكثر من ألف شركة متعددة الجنسيات بمغادرة السوق الروسي، مما أفسح المجال أمام دخول واسع للشركات الصينية إلى السوق، وخاصة تلك التي لا ترتبط بمصالح تجارية كبيرة مع الدول الغربية.

وتجري المفوضية الأوروبية منذ 8 مايو محادثات حثيثة لفرض عقوبات جديدة على عدة شركات صينية تورد مكونات ذات استخدام مزدوج إلى روسيا. ووفقًا لتقرير لمركز “كارنيغي” الأميركي، فإن هذه الشركات تشمل العديد من منتجي أشباه الموصلات الذين تم فرض عقوبات عليهم سابقاً من قبل الولايات المتحدة، مثل شركة “3 أتش لأشباه الموصلات” وشركة “كينغ بي أي إي تكنولوجي”.

تعتيم مقصود

على الرغم من أن بعض الشركات الصينية البارزة المواجهة لضغوط العقوبات الغربية حدت من تعاملها مع روسيا، فإن معظم الشركات الصينية التي كانت تعمل بالفعل في روسيا امتنعت عن الحديث حول الحرب، بل واستغل بعضها الفراغ وزادت من مبيعاتها في السوق الروسي. ونظرًا لحجم التجارة الضخم بين الصين وكل من الولايات المتحدة وأوروبا، تحسب العديد من شركات الصينية بدقة مخاطر العقوبات على أعمالها التجارية في الدول الغربية مقارنة بالمكاسب التي تحققها من السوق الروسي.

في مارس 2022، قررت شركة سينوبك، وهي واحدة من أكبر المستثمرين في قطاع الطاقة الروسي، تجميد المفاوضات حول استثمارها المزمع بقيمة 500 مليون دولار في مصنع للبتروكيميائيات في روسيا. وتم توجيه تعليمات من الحكومة الصينية إلى الشركات المملوكة للدولة بخصوص مخاطر التعاون مع روسيا وتأثيرها على مصالح الصين. وكان من المقرر أن يشارك سينوبك في هذا المشروع مع جينادي تيمشينكو الذي يخضع لعقوبات أمريكية منذ عام 2014، وتمت إضافته إلى قوائم العقوبات الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة في عام 2022.

في المقابل، استمرت العديد من الشركات الصينية في استغلال الفرص المتاحة في السوق الروسي، والذي لا ينافسها فيه المنافسون الغربيون، بهدف توسيع حصتها في السوق وملء الفراغ التجاري في روسيا.

سوق السيارات

وفقًا للتقرير، تهيمن العلامات التجارية الصينية على سوق السيارات الروسية منذ بداية الحرب الأوكرانية، حيث بقيت في السوق الروسية أربعة عشر نوعًا فقط من بين ستين نوعًا من السيارات، و11 منها صينية وثلاثة محلية. وفي مارس 2023، تم الإعلان عن إنشاء جمعية صانعي السيارات الصينيين للمساعدة في تنظيم دخولهم إلى السوق الروسي، ويتوقع رئيس لجنة الصداقة الصينية الروسية، بوريس تيتوف، أن تساعد الرابطة في تقليل الحواجز غير الجمركية لمنتجي السيارات الصينيين، وتسهيل توطين إنتاجهم في روسيا.

وفي عام 2022، حققت السيارات الصينية حصة بنسبة 20% من مبيعات السيارات الجديدة في روسيا، وهو ما يمثل زيادة كبيرة من حوالي 6% في عام 2021. وتشير بعض التقديرات الروسية إلى أن حصة مبيعات السيارات الصينية في السوق الروسية يمكن أن تصل إلى 40% في عام 2023، على الرغم من ارتفاع أسعارها للمستهلكين الروس. ودخلت علامتين تجاريتين صينيتين جديدتين إلى سوق السيارات في روسيا، هونغي وأومادا، وهما علامة تجارية فاخرة وشركة تابعة لماركة للسيارات Chery على التوالي، تم إنشاؤهما خصيصًا للسوق الروسية.

الأجهزة المنزلية

في نهاية عام 2022، أفاد كبار تجار التجزئة الروس بأن منتجي الأجهزة المنزلية الصينيين يتصدرون الآن قطاعات الغسالات والثلاجات والكمبيوتر المحمول الشخصي والهواتف الذكية في السوق الروسية. ويتماشى تقرير “كارنيغي” مع بيانات الصادرات الصينية التي تشير إلى زيادة بنسبة 35.5% في صادرات الغسالات وزيادة بنسبة 6.4% في صادرات الثلاجات إلى روسيا في عام 2022 مقارنة بالعام السابق.

وتواصل بعض الشركات الصينية خططها للتوطين في روسيا، حيث أكدت شركة Haier، وهي شركة صينية متخصصة في إنتاج الأجهزة المنزلية، عزمها على استكمال البناء المتأخر لمصنعها الرابع في روسيا. وقد تلقت الشركة تمويلًا بقيمة 250 مليون روبل (حوالي 3.1 مليون دولار) بشروط ميسرة من مصرف “في إي بي”، وهو بنك تنمية روسي مملوك للدولة وتم فرض عقوبات عليه في العام الماضي. وحصلت العلامة التجارية الصينية على أكثر من 20% من حصة سوق الثلاجات في روسيا العام الماضي.

قد تطالع أيضًا: روسيا تربط تمديد اتفاق الحبوب برفع القيود عن صادراتها الزراعية

You may also like

اقتصاد أوروبا: بين أزمة الطاقة وفرص النمو الجديدة

يواجه اقتصاد أوروبا تحولات كبيرة في ظل التحديات