تبنت روسيا الرنمينبي كواحدة من العملات الرئيسية لاحتياطياتها الدولية والتجارة الخارجية وحتى بعض الخدمات المصرفية الشخصية لأنها تتجه نحو الصين في مواجهة العقوبات الغربية.
جعل هذا التحول من روسيا مثالاً نادرًا لدولة تتبنى الرنمينبي بدلاً من الدولار الأمريكي أو اليورو كعملة احتياطية ، لكنه يشكل مخاطر لموسكو نظرًا لتاريخ بكين في التخفيضات المفاجئة لقيمة العملات.
لم تتحقق رغبة الصين في التبني الدولي للرنمينبي إلى حد كبير ، لكن روسيا كانت مدفوعة بالعقوبات الدولية تجاه العملة الصينية ، وتجميد 300 مليار دولار من أصولها الدولية وتحركات لاستبعاد بنوكها الرئيسية من الأسواق العالمية.
روسيا رابع أكبر اقتصاد من حيث أحجام تداول الرنمينبي في فبراير
كانت روسيا رابع أكبر اقتصاد ، باستثناء هونج كونج ، من حيث أحجام تداول الرنمينبي في فبراير ، وفقًا لبيانات من نظام المدفوعات العالمي Swift. لم تظهر في المراكز الخمسة عشر الأولى قبل الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا.
قبل عام ، كان الرنمينبي عملة غريبة يستخدمها فقط أولئك الذين يعملون مع الصين. قالت ناتاليا ريفينكو ، مؤسسة HELPYOU ، وهي شركة تساعد العملاء الروس في فتح حسابات بنكية أجنبية ، “الآن يستخدمها الناس في جميع أنواع المعاملات الأجنبية ، حتى تلك التي لا علاقة لها بالصين”.
يعكس صعود تداول الرنمينبي المحور الاقتصادي لروسيا تجاه الصين ، حيث سجلت التجارة الثنائية رقماً قياسياً بلغ 185 مليار دولار في عام 2022. تدفع الشركات الروسية مقابل معظم مشتريات السلع الصينية بالرنمينبي – وهي مشتريات زادت بشكل حاد بعد الغزو.
قبل الغزو ، تم دفع أكثر من 60 في المائة من مدفوعات روسيا لصادراتها فيما تسميه سلطات البلاد الآن “بالعملات السامة” ، مثل الدولار واليورو ، حيث كان الرنمينبي يمثل أقل من 1 في المائة.
الآن انخفضت العملات “السامة” إلى أقل من نصف مدفوعات الصادرات ، بينما يمثل الرنمينبي 16 في المائة ، وفقًا لبيانات البنك المركزي الروسي (CBR).
روسيا تؤيد الاستخدام الدولي الأوسع للرنمينبي
وقد أيد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هذا الشهر الاستخدام الدولي الأوسع للرنمينبي. وقال أثناء لقائه بالرئيس الصيني شي جين بينغ إنه يؤيد “استخدام اليوان في المدفوعات بين روسيا ودول آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية”.
وهناك أكثر من 50 بنكًا روسيًا تقدم الآن ودائع مقومة بالرنمينبي ، غالبًا تحت أسماء مثل “سيلك واي” و “هلال القمر” ، مما يجذب الناس العاديين بفائدة أعلى من الحسابات المقومة بالدولار الأمريكي.
لقد اعتاد الروس بالفعل على الاحتفاظ بمدخرات بالدولار أو اليورو بعد تعرضهم للانخفاض المفاجئ في قيمة الروبل في التسعينيات. لكن فيكتوريا شيرجينا ، مستشارة مالية لديها أكثر من 800 ألف متابع على إنستغرام ، قالت: “عندما تعزز الروبل الصيف الماضي ، أصيب الناس بالذعر. وسألوا مكررين رواية الدولة “هل صحيح أن الدولار والولايات المتحدة ماتا؟” “هل أحتاج إلى التخلص من مدخراتي بالدولار الأمريكي على الفور؟”
بدأ البنك المركزي الروسي التحول إلى الرنمينبي قبل الغزو
بدأ البنك المركزي في التحول إلى الرنمينبي حتى قبل الغزو الشامل لأوكرانيا ، حيث زاد حصته من 13 في المائة إلى أكثر من 17 في المائة من احتياطيات العملة في العام حتى كانون الثاني (يناير) 2022 ، عندما كشف عن تفاصيل هيكل احتياطيات العملة. للمرة الاخيرة.
من المحتمل أن يظل الرقم دون تغيير ، بالنظر إلى أن البنك المركزي لم يرفع احتياطياته في عام 2022. وقالت ألكسندرا بروكوبينكو ، وهي ناشطة سابقة ، إن البنك لم يبيع الذهب ، الذي كان يمكن أن يستخدمه لشراء الرنمينبي ، بينما تم تجميد ممتلكاته من اليورو والدولار.
من جانبه، قال إيكا كورهونين ، رئيس الأبحاث في معهد بنك فنلندا للاقتصاديات الناشئة ، إن البنك المركزي الروسي ليس لديه الآن خيار سوى مواصلة هذه الاستراتيجية ، حيث إن وصوله إلى معظم عملات الاحتياطيات الأخرى مقيد.
بينما قالت ناتاليا لافروفا ، كبيرة الاقتصاديين في BCS Global Markets ، إن انخفاض حصة الرنمينبي في احتياطيات النقد الأجنبي العالمية كان نتيجة تداول معظم السلع بالدولار الأمريكي. وأضافت أنه بينما كانت الصين تشجع مؤخرًا نظرائها التجاريين على التحول إلى الرنمينبي ، فإن غموض الأسواق المالية الصينية أثر على شعبية العملة.
وقد أضافت روسيا الرنمينبي إلى سلة العملات المسموح بها لصندوق الثروة الوطني في عام 2021 وتمثل أصول الرنمينبي الآن حوالي 30 في المائة من الصندوق البالغ 147 مليار دولار ، وفقًا لحسابات صحيفة فاينانشيال تايمز استنادًا إلى بيانات من وزارة المالية الروسية.
قد تطالع أيضًا: روسيا تعدل ضرائب النفط لزيادة العائدات السنوية
