بعد الثورة التقنية الكبيرة التي أحدثتها تقنيات الذكاء الاصطناعي في العديد من المجالات؛ قررت شركة غوغل Google الاستفادة من مزايا هذه التقنيات لتحسين خدمة البريد الإلكتروني جيميل Gmail!
فقد أعلنت شركة Google في مؤتمر Google I/O لعام 2023 عن قرارها بتضمين تقنيات الذكاء الاصطناعي في خدمة البريد الإلكتروني الشهيرة Gmail بهدف إجراء خطوة نحو تحسين التجربة الإلكترونية للمستخدمين؛ وهي متاحة حاليًا كجزء من برنامج Workspace Labs، لذا يمكنك التسجيل عبر الإنترنت في هذه التجربة، وأن تعبّر عن اهتمامك بالانضمام إلى هذا البرنامج.
بعد تضمين تقنيات الذكاء الاصطناعي في Gmail؛ سيتحول إلى نسخة أكثر ذكاءً وسلاسةً، تُساعدك على إنجاز مجموعة واسعة من المهام، بدءًا من إدارة البريد الوارد إلى المساعدة في صياغة الردود وغيرها العديد، وهذا ما يوفر لك الوقت والجهد، وتجعل البريد الإلكتروني وكأنه مساعد شخصي يعمل لديك بدوام كامل! وتُكسب هذه التقنيات البريد الإلكتروني 6 ميّزات؛ تعرّف فيما يلي عليها:
المساعدة في الكتابة Help me write
تتيح هذه الميزة للمستخدمين إنشاء مسودة رسائل بريد إلكتروني بنقرة واحدة فقط، باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة. فعندما تبدأ في كتابة رسالة، ستظهر لك العديد من الاقتراحات للجمل والكلمات التي يمكن دمجها في مسودة الرسالة بنقرة واحدة فقط.
بمجرد النقر على زر “Create” ستتولد المسودة كاملةً، وبالطبع النتيجة ليست نهئية بل يمكنك تعديلها وفقًا لاحتياجاتك المختلفة لجعل محتوى المسودة أطول أو أقصر أو يمتلك تفاصيل أكثر، أو تغيير بعض المصطلحات لتصبح ذات طابع رسمي؛ وذلك من خلال زر “Refine”.
الكتابة الذكية Smart Compose
تختلف هذه الميزة عن السابقة؛ فهي لا تكتب لك مسودة كاملة، بل تزوّدك ببعض الاقتراحات حول كلمات أو عبارات محتملة يمكن استخدامها في الرسالة، وذلك بالاعتماد على تقنية تحليل سياق الرسالة. يمكنك قبول هذه الاقتراحات عن طريق الضغط على زر “Tab” فقط، لُتدمَج فوريًا في مسودة بريدك الإلكتروني؛ مما يساعد على توفير الوقت وتقليل الأخطاء الإملائية.
الرد الذكي Smart Reply
تختصر هذه الميزة الوقت والجهد اللازم للرد على رسائل البريد الإلكتروني، وتسمح للمستخدم بالرد بسرعة من خلال توفير عدة ردود ممكنة؛ إذ يقوم بتحليل الرسالة الواردة وفهم المحتوى ثم يقترح لك ما يصل إلى ثلاثة ردود محتملة على الرسالة مثل “شكرًا لك” أو “فهمت”، ثم يختار المستخدم الرد الأنسب بنقرة واحدة فقط، ثم يحديد الرد ويرسله.
تصنيف صندوق الوارد Tabbed Inbox
تُسهّل هذه الميزة عملية تصفح الرسائل في صندوق البريد من خلال تنظيمه، إذ تُحلل الرسائل بناءً على معايير محددة مثل هوية المُرسِل والكلمات الرئيسية الموجودة في الرسالة، وتُصنّفها ضمن خمسة تصنيفات مختلفة وهي البريد الأساسي، والترقيات، والشبكات الاجتماعية، والتحديثات، والمنتديات، وبالطبع يمكن نقل أي رسالة من تصنيف لآخر بسهولة في حال لم يناسبك ذلك.
ملخّص الرسالة Summary Cards
تُقدم ميزة ملخص الرسالة خاصية مريحة جدًا، وهي عدم الحاجة إلى قراءة كامل الرسالة؛ إذ تبحث الميزة تلقائيًا عن بيانات معينة من رسائل البريد الإلكتروني الواردة لفهم نوع الرسالة والمحتوى الأكثر أهمية في الرسالة؛ لتعرضه لك بدلًا من الاضطرار إلى قراءة كل تلك المعلومات بنفسك والتي قد تكون مضيعة للوقت.
التذكير المستمر Nudging
تُذكرّ بالرسائل الهامة التي لم يتم الرد عليها بعد، إذ تُحلل هذه الرسائل وتحدد أكثرها أهمية بناءً على تفاعلات المُستخدم، لتذكيره بضرورة الرد عليها ومتابعتها بشكل فعال، وهو ما يساعد على تجنب تفويت أي رسالة هامة، ويظهر ذلك بشكل إشعارات في أعلى صندوق الوارد تُوضح الوقت الذي وصلت فيه الرسالة ومدى التأخير في الرد؛ وكذلك الأمر بالنسبة للرسائل الصادرة التي لم يصلك أي رد منها بعد؛ لتتخذ الإجراء المُناسب.
ولكن هناك مخاوف بشأن الخصوصية، حيث يمكن لتقنيات الذكاء الاصطناعي جمع الكثير من المعلومات حول الأفراد ونشاط المستخدم ضمن البريد الإلكتروني. ولكن تؤكد Google أنها ستتخذ إجراءات لحماية خصوصية المستخدمين وتحافظ على سرية بياناتهم، مثل تشفير البيانات وتطبيق سياسات الخصوصية الصارمة.
ومن الجدير بالذكر أن تقنيات الذكاء الاصطناعي في Gmail لا تعمل تلقائيًا فقط، بل تتطلب إذنًا من المستخدم لتنشيطها واستخدامها. وبالتالي، يمكن للمستخدمين تحديد الأدوات التي يريدون استخدامها وتعطيل الأدوات التي لا يريدون استخدامها.
بشكل عام، تعد عملية تضمين تقنيات الذكاء الاصطناعي في Gmail خطوة إيجابية نحو تحسين تجربة المستخدم وتسهيل استخدام البريد الإلكتروني، ومع ذلك، يجب على المستخدمين أن يكونوا حذرين بشأن مدى وكيفية استخدام تلك الأدوات بهدف التأكد من حماية خصوصيتهم وسرية بياناتهم.