لماذا تموت الشركات؟

لماذا تموت الشركات؟

- ‎فيادارة الاعمال
istockphoto 1054807666 612x612 1istockphoto 1054807666 612x612 1

“لماذا تموت الشركات؟” هو عنوان يشغل العديد من رواد الأعمال والمستثمرين في السوق المحلي والعالمي، فقد تمر العديد من الشركات بمرحلة الإفلاس أو الإغلاق بعد فترة من النمو والازدهار. فما هي الأسباب التي تؤدي إلى وفاة الشركات، وكيف يمكن تجنبها؟

تشكل الشركات جزءاً أساسياً من الاقتصاد العالمي، ومع ذلك، يواجه الكثيرون منها صعوبات في البقاء على قيد الحياة. لذلك فإن حصول الشركات على النجاح يتطلب العمل بجد وذكاء، ولكن حتى الشركات الأكثر نجاحاً ليست محصنة تماماً ضد الفشل.

أسباب موت الشركات؟

يمكن تلخيص أسباب موت الشركات في النقاط التالية:

  1. إستقالة الكفاءات: من أهم مؤشرات فشل الشركات هو إستقالة الكفاءات البشرية الموجودة بها، وهذا يحدث نتيجة لأسباب عدة مثل سوء الإدارة وقلة الرواتب وروتين العمل اليومي المتكرر وغيرها من الأسباب فإذا لم تتمكن الشركة من توظيف وتدريب العاملين بها بشكل جيد من أجل تنمية قدراتهم والإحتفاظ بهم، فإنها ستواجه صعوبة في تحقيق الأهداف وتحسين الأداء والإنتاجية.
  2. عدم القدرة على التكيف مع التغييرات في السوق: تتغير السوق والاحتياجات بسرعة كبيرة، وإذا لم تتمكن الشركة من التكيف مع هذه التغييرات، فإنها ستواجه صعوبة في المنافسة مع الشركات الأخرى التي تستطيع التكيف مع التغييرات في السوق.
  3. مشاكل في الإدارة: مثل عدم القدرة على اتخاذ القرارات الصحيحة أو عدم القدرة على إدارة الموارد بشكل فعال. وهذه المشاكل قد تؤدي إلى تدهور الأداء والإنتاجية، وفقدان العملاء والإيرادات.
  4. مركزية القرار أو غياب آلية التشاور: تؤدي مركزبة القرار وغياب آلية التشاور إلي عدم تصعيد الكفاءات وعدم إعطاء الفرصة للأجيال القادمة، حيث أن التشاور في القرارات يؤدي إلي زيادة حماس العاملين عند تنفيذ تلك القرارات وزيادة إحساسهم بالمسئولية، بينما تؤدي مركزية القرار إلي تهميش دور العاملين وشعورهم بأنهم آلات يجب عليهم تنفيذ ما يطلب منهم فقط.
  5. تراجع حجم الأرباح المحتجزة لإعادة الإستثمار: يؤدي تراجع حجم الأرباح المحتجزة إلي نقص الإستثمارات الجديدة التي تضيفها الشركة وبالتالي إنعدام الإبتكار والإبداع والتطوير وعدم إضافة منتجات أو خدمات جديدة.
  6. الترقية بحسب الأقدمية: ينتج عن الترقية حسب الأقدمية تجاوز الكفاءات وتصعيد أشخاص غير كفء للعمل في مناصر قيادية عليا لا يصلحون للعمل بها ويؤدي أيضاً إلي وضع الشخص الغير مناسب في المكان الغير مناسب.
  7. عدم إضافة عملاء جدد خلال فترة 6 أشهر: من أهم مقاييس نجاح الشركات هو إضافة عملاء جدد خلال فترة لا تتجاوز 6 أشهر مع الإحتفاظ بالعملاء الحاليين أيضاً، حيث ثبت علمياً أن أن تكلفة الإحتفاظ بالعميل الحالي تساوي 50% من تكلفة إضافة عميل جديد، وذلك لأن العميل الحالي يمكن الحفاظ علية ببعض الاجراءات البسيطة مثل خدمات ما بعد البيع والاهتمام بالامور الشخصية للعملاء مثل أعياد ميلادهم ومناسباتهم، بينما تكون تكلفة إضافة عملاء جدد أكبر بكثير مثل تكاليف التسويق وغيرها من التكاليف.
  8. إنكماش حجم المبيعات للعملاء الأوفياء أو الدائمين: من المفترض أن يتزايد حجم مبيعات الشركة للعملاء الأوفياء أو الدائمين يوماً بعد يوم، ولكن إنخفاض حجم المبيعات لهؤلاء العملاء الأوفياء أو الدائمين يدل علي تدهور حال الشركة وإنعدام أو خفض ثقة عملائها بها.
  9. عدم القدرة على تحمل التكاليف العالية وعدم القدرة على تحقيق الأرباح المستدامة: فإذا لم تتمكن الشركة من تحقيق الأرباح المستدامة، فإنها ستفقد القدرة على تحمل التكاليف العالية، مثل تكاليف التطوير والإعلان والتسويق، وبالتالي فقدان العملاء والإيرادات.
  10. تغييرات في التكنولوجيا والاتجاهات الاجتماعية: تتغير التكنولوجيا بشكل مستمر، وإذا لم تتمكن الشركة من الاستفادة من التكنولوجيا الجديدة، فإنها ستواجه صعوبة في المنافسة مع الشركات الأخرى. وكذلك، يمكن أن تتغير الاتجاهات الاجتماعية، مثل الاهتمام بالمنتجات الصحية أو البيئية، وإذا لم تتمكن الشركة من تلبية هذه الاحتياجات، فإنها ستواجه صعوبة في المنافسة.
  11. عدم القدرة على التوسع وتوسيع قاعدة العملاء: إذا لم تتمكن الشركة من جذب عملاء جدد والاحتفاظ بالعملاء الحاليين، فإنها ستفقد الإيرادات والربحية.
  12. الظروف الاقتصادية: يمكن للظروف الاقتصادية الصعبة، مثل الركود الاقتصادي أو الانكماش الاقتصادي، أن تؤثر على قدرة الشركة على تحقيق الأرباح والنجاح، وقد تؤدي إلى انخفاض المبيعات وخسارة العملاء.
  13. القضايا القانونية والتنظيمية: قد تواجه الشركات قضايا قانونية مثل الدعاوى القضائية أو الانتهاكات البيئية، وهذه القضايا قد تؤدي إلى خسائر مالية كبيرة وتقويض سمعة الشركة. كما يمكن للتنظيمات والقوانين الجديدة أن تؤثر على عمل الشركات وتتطلب تغييرات مكلفة في العمليات والإجراءات.
  14. التنافس الشديد: في بعض الأحيان، يمكن أن يكون التنافس الشديد بين الشركات سبباً لوفاة الشركات، حيث يمكن أن يؤدي إلى تخفيض الأسعار والأرباح، ويمكن أن يضعف موقع الشركة في السوق.
  15. الإفلاس: يمكن أن يؤدي التراكم الكبير للديون وعدم القدرة على سدادها إلى الإفلاس وإغلاق الشركة.

بشكل عام، يمكن أن تكون أسباب وفاة الشركات متعددة ومتشابكة، ويجب على الشركات تحديد ومعالجة هذه الأسباب بشكل فعال لتحقيق النجاح والاستمرارية في الأعمال.

كيف تتجنب الشركات العوامل التي تؤدي إلي موتها

تجنب العوامل التي تؤدي إلى موت الشركات يتطلب تحليل ودراسة الأسباب المحتملة للفشل واتخاذ الإجراءات اللازمة لتجنبها. ومن بين الإجراءات التي يمكن للشركات اتخاذها لتجنب هذه العوامل:

  1. تحليل السوق والمنافسة: يجب على الشركات مراقبة التغييرات في السوق والاحتياجات الخاصة بالعملاء وتحليل المنافسة، واتخاذ الإجراءات اللازمة لتكيف استراتيجياتها ومنتجاتها مع هذه التغييرات.
  2. الإدارة الفعالة: يجب على الشركات التركيز على إدارة الموارد بشكل فعال واتخاذ القرارات الصحيحة والمدروسة، وتوظيف الموظفين المؤهلين وتدريبهم بشكل جيد.
  3. التركيز على الابتكار والتكنولوجيا: يجب على الشركات الاستثمار في التكنولوجيا والابتكار والعمل على تطوير منتجات وخدمات جديدة ومبتكرة التي تلبي احتياجات العملاء وتتماشى مع التغييرات في السوق.
  4. الإدارة العالمية: يجب أن تكون إدارة الشركات العالمية مكونة من مجموعة من المديرين العالميين، حيث أن المدير العالمي لديه رؤية مختلفة في ريادة الأعمال ويستطيع إدارة كافة العاملين من جميع الجنسيات طبقاً للأعراف والتقاليد الخاصة بهم، كما أن لدية عقلية كونية تمكنة من التفكير بشكل عالمي ورؤية العالم الإقتصادي بشكل أفضل.
  5. الحفاظ على علاقات جيدة مع العملاء: يجب على الشركات تحسين خدمات العملاء والاستماع إلى مطالبهم وتلبية احتياجاتهم، والعمل على بناء علاقات طويلة الأمد معهم.
  6. التحكم في التكاليف: يجب على الشركات مراقبة التكاليف والعمل على تحقيق الأرباح المستدامة وتحمل التكاليف العالية بشكل مستدام.
  7. الامتثال للقوانين واللوائح: يجب على الشركات الامتثال للقوانين واللوائح المحلية والدولية وتحديث العمليات والإجراءات بشكل مستمر لتلبية المتطلبات القانونية والتنظيمية.
  8. النمو الاستراتيجي: يجب على الشركات تحديد الفرص الاستراتيجية للنمو والتوسع في الأسواق الجديدة وتحقيق التنوع في المنتجات والخدمات.

بشكل عام، يجب على الشركات أن تتبنى استراتيجيات متعددة لتجنب العوامل التي تؤدي إلى موت الشركات، والاستمرار في تحليل وتقييم النتائج وتحديث الإجراءات بشكل مستمر.

You may also like

إدارة السمعة الرقمية للشركات

في عصر التكنولوجيا المتسارعة، أصبحت إدارة السمعة الرقمية