أعلنت المملكة العربية السعودية وروسيا اليوم الاثنين أنهما ستقومان بتمديد الخفض الطوعي لإمدادات النفط خلال شهر أغسطس المقبل، وهذا يأتي في ظل تراجع النمو الاقتصادي العالمي الذي يؤثر على الطلب على الطاقة.
وأعلنت السعودية، التي تعد أكبر منتج للنفط الخام في العالم، أنها ستواصل خفض إنتاجها بمقدار مليون برميل يوميًا على الأقل حتى نهاية شهر أغسطس. وكان من المخطط أن ينتهي الخفض الذي بدأ سريانه في الأول من يوليو الجاري، والذي يهدف إلى دعم أسعار النفط.
ارتفاع أسعار النفط
وكرد فعل مباشر على قرار السعودية، ارتفعت أسعار النفط خلال تعاملات الاثنين وزادت أسعار العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 85 سنتًا ليصل سعر البرميل إلى 76.26 دولارًا عند الساعة 0915 بتوقيت غرينتش، بعد أن ارتفعت 0.8 بالمئة يوم الجمعة الماضي. كما ارتفع سعر خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بمقدار 81 سنتًا ليصل إلى 71.45 دولارًا للبرميل، بعد أن ارتفع بنسبة 1.1 بالمئة في الجلسة السابقة.
كان قد صرح مصدرٌ مسؤول في وزارة الطاقة السعودية، أن “المملكة العربية السعودية ستقوم بتمديد الخفض الطوعي البالغ مليون برميل يوميًا، والذي بدأ تطبيقه في شهر يوليو الجاري لشهر آخر، ليشمل شهر أغسطس مع إمكانية تمديده، وبذلك يكون إنتاج المملكة في شهر أغسطس 2023، ما يقارب 9 مليون برميل يوميا”، بحسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء السعودية (واس).
وكشف المصدر في بيان أن “هذا الخفض هو بالإضافة إلى الخفض الطوعي الذي سبق أن أعلنت عنه المملكة في أبريل2023، والممتد حتى نهاية ديسمبر عام 2024″، بحسب ما أفادت الوكالة السعودية.
وشدد المصدر على أن “هذا التخفيض الطوعي الإضافي، يأتي لتعزيز الجهود الاحترازية التي تبذلها دول تحالف (أوبك بلس) بهدف دعم استقرار أسواق البترول وتوازنها”، بحسب البيان.
كما قال نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك إن بلاده ستقطع طواعية الإمدادات بمقدار 500 ألف برميل يوميًا في أغسطس المقبل، عن طريق خفض الصادرات.
ما هي الآثار المتوقعة لهذا الخفض الطوعي على أسعار النفط؟
من المتوقع أن يؤدي هذا الخفض الطوعي في إمدادات النفط من السعودية وروسيا إلى زيادة الأسعار في الأسواق العالمية، خاصةً في ظل انخفاض الإمدادات والتباطؤ الاقتصادي العالمي الذي يؤثر على الطلب على النفط.
ومن الممكن أيضًا أن يؤدي هذا الخفض إلى تحفيز الاستثمار في صناعة النفط والغاز، ويشجع الدول المصدرة للنفط على تحقيق توازن في العرض والطلب على النفط.
ومع ذلك، قد تتأثر الأسعار بعوامل أخرى مثل الاضطرابات الجيوسياسية، وتفشي الجوائح مثل كوفيد-19، واستمرار التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين. لذلك، يجب مراقبة الأسواق بعناية لتحديد التأثيرات الفعلية لهذا الخفض في المدى القصير والطويل.
استقرار أسعار النفط
وعلى المدى البعيد، يمكن أن يساعد هذا القرار على استقرار أسعار النفط في الأسواق العالمية، وتحفيز الاستثمار في صناعة النفط والغاز، وتشجيع الدول المصدرة للنفط على تحقيق توازن في العرض والطلب على النفط.
ومع ذلك، يمكن أن يؤدي هذا القرار أيضًا إلى زيادة الطلب على النفط من المصادر الأخرى، مثل الولايات المتحدة وكندا والبرازيل، وهذا يمكن أن يؤدي إلى زيادة الإمدادات في الأسواق العالمية وتخفيض أسعار النفط مرة أخرى.
لذلك، تبقى تحركات الأسواق العالمية والعوامل الجيوسياسية والاقتصادية الأخرى عوامل حاسمة في تحديد التأثيرات الفعلية لهذا القرار في المدى الطويل.
قد تطالع أيضًا: هل تصبح المملكة العربية السعودية مركزًا تجاريًا إقليميًا؟
