جاء إعلان وزارة التجارة والإدارة العامة للجمارك في الصين عن تقييد صادرات معدني الجاليوم والجرمانيوم المستخدمين في صناعة الرقائق الإلكترونية، بمثابة رد فعل قوى على تحركات الولايات المتحدة واليابان وأوروبا لتقييد تطوير الصين للتكنولوجيا الحديثة، فما تأثير هذا القرار على صناعات الرقائق والاقتصاد العالمي؟
الصين هي المنتج الرئيسي للمعادن النادرة في العالم
من المعروف أن الصين هي المنتج الرئيسي للمعادن النادرة في العالم، إذ تمتلك حوالي 37٪ من احتياطي المعادن النادرة في العالم. وفي الأول من أغسطس 2021، أعلنت وزارة التجارة والإدارة العامة للجمارك في الصين عن فرض قيود على صادرات معدني الجاليوم والجرمانيوم المستخدمين في صناعة الرقائق الإلكترونية، وذلك حماية للأمن القومي والمصالح القومية للصين.
وبموجب هذه القيود، ستحتاج الشركات الراغبة في تصدير هذه المعادن والمواد المرتبطة بها إلى الحصول على تصريح مسبق من الحكومة الصينية.
وتعد الجاليوم والجرمانيوم جزءًا من معادن الأرض النادرة التي تستخدم في العديد من التطبيقات التقنية، كما أن الصين تعد المنتج الرئيسي لهذه المعادن في العالم، وبالتالي فإن هذه القيود ستؤثر على الصناعات في جميع أنحاء العالم التي تعتمد على هذه المعادن، وستزيد من الطلب على البحث عن مصادر بديلة من أجل تلبية الاحتياجات المستقبلية.
تأثير مباشر
تقييد تصدير الصين لمعدني الغاليوم والجرمانيوم يمكن أن يؤثر بشكل كبير على صناعة الرقائق، لأنهما يستخدمان على نطاق واسع في تصنيع الرقائق. يستخدم الغاليوم عادةً في صناعة الرقائق الإلكترونية والأشباه الموصلة، في حين يستخدم الجرمانيوم في تصنيع الرقائق البصرية والأشباه الموصلة أيضًا.
وبما أن الصين هي المصدر الرئيسي لهذين المعدنين، فإن تقييد تصديرها لهما يمكن أن يؤدي إلى نقص في الإمدادات وزيادة في الأسعار. وبالتالي، فإن هذا النقص في الإمدادات وزيادة الأسعار يمكن أن يؤثر على قدرة شركات تصنيع الرقائق على تلبية الطلب على المنتجات التي تحتاج إلى هذين المعدنين، وقد يؤدي إلى تأخير في تطوير وإطلاق منتجات جديدة. كما أنه يمكن أن يؤثر على التكلفة الإجمالية للإنتاج وللمستهلكين، مما يمكن أن يؤثر على الصناعة بشكل عام.
هل هناك بدائل لهذين المعدنين؟
بالنسبة للغاليوم، فإن هناك بدائل متاحة، على الرغم من أنها قد لا تكون بديلًا مثاليًا. على سبيل المثال، يمكن استخدام الألمنيوم بدلاً من الغاليوم في بعض التطبيقات، ولكن يمكن أن يحتاج إلى وقت أطول لتطوير واختبار المنتجات الجديدة التي تستخدم الألمنيوم بدلاً من الغاليوم.
أما بالنسبة للجرمانيوم، فإن هناك أيضًا بدائل، ومن بينها السيليكون والفوسفور، والتي يتم استخدامها في بعض التطبيقات في صناعة الرقائق.
ومع ذلك، فإن استخدام هذه البدائل قد يتطلب تعديلات في تصميم المنتجات وعمليات الإنتاج، وقد لا يكون لها نفس الخصائص الفيزيائية والكهربائية المطلوبة في بعض التطبيقات. وبالتالي، فإن استخدام بدائل قد يكون أقل فعالية وأكثر تكلفة في بعض الحالات.
هل هناك دول أخرى تنتج هذه المعادن؟
نعم، هناك دول أخرى تنتج هذه المعادن، ولكن بكميات أقل من الصين. ومن بين هذه الدول:
1- الولايات المتحدة: تنتج الولايات المتحدة بعض المعادن النادرة، مثل اليوروبيوم والنيوديميوم والبروميوم، والتي تستخدم في عدة تطبيقات تقنية وعسكرية.
2- البرازيل: تنتج البرازيل بعض المعادن النادرة، مثل النيوبيوم والتانتالوم، والتي تستخدم في صناعة الرقائق الإلكترونية والأشباه الموصلة.
3- روسيا: تنتج روسيا بعض المعادن النادرة، مثل اليوروبيوم والتيربيوم والثوليوم، والتي تستخدم في عدة تطبيقات تقنية وطبية.
4- كندا: تنتج كندا بعض المعادن النادرة، مثل النيوديميوم واليوروبيوم والسيريوم، والتي تستخدم في عدة تطبيقات تقنية، بما في ذلك صناعة الرقائق الإلكترونية والأشباه الموصلة.
ومع ذلك، فإن هذه الدول لا تنتج كميات كافية من المعادن النادرة لتلبية الطلب العالمي، وبالتالي فإن الصين تبقى اللاعب الرئيسي في هذا السوق.
هل تقييد تصدير المعادن النادرة يؤثر على الاقتصاد العالمي؟
نعم، تقييد تصدير المعادن النادرة من الصين يمكن أن يؤثر على الاقتصاد العالمي بشكل كبير، لأن الصين هي المنتج الرئيسي لمعظم هذه المعادن في العالم، وتمتلك حوالي 37٪ من احتياطي المعادن النادرة في العالم.
وبما أن هذه المعادن تستخدم في العديد من التطبيقات التقنية، مثل الرقائق الإلكترونية والأشباه الموصلة والمغناطيسية والأجهزة الطبية والحيوية والعسكرية، فإن تقييد تصديرها يمكن أن يؤثر على الصناعات في جميع أنحاء العالم، ويمكن أن يؤدي إلى نقص في الإمدادات وزيادة في الأسعار.
ومع ذلك، فإن هذا الأمر قد يدفع الدول الأخرى إلى تطوير مصادر بديلة للحصول على هذه المواد، وهذا يمكن أن يعزز الابتكار وتوفير فرص جديدة في عدة صناعات. وبالإضافة إلى ذلك، فإن هذا الأمر يشير إلى أهمية تنويع مصادر المواد الخام للصناعات المختلفة، وتعزيز الاستدامة في هذا الصدد.
قد تطالع أيضًا: هل يمكن لأستراليا كسر احتكار الصين للمعادن الحيوية؟