أفصح تقريرًا نُشر على موقع “بيزنس إنسايدر” عن مسارٍ مُحتمَلٍ يقودنا إلى تحول هام في مشهد صادرات كولومبيا، حيث يتوقع أن يتجه المركز الأول نحو منتج غير تقليدي، وهو الكوكايين. إذ تزايدت الاحتمالات للإشارة إلى أن عائدات صناعة الكوكايين قد تتجاوز قريبًا إيرادات صادرات النفط.
سياسة جديدة
تأتي هذه التغييرات في سياق سياسة جديدة اعتمدها الرئيس الكولومبي جوستافو بيترو، حيث أصبح لها تأثير كبير على صناعة زراعتة. يعود تاريخ هذه السياسة إلى عام 2013، عندما كانت صادرات الكوكايين تجني مبلغًا يعادل 2.2 مليار دولار فقط من إجمالي إيرادات التصدير.
18.2 مليار دولار إيرادات تصدير الكوكايين في كولومبيا
بالنسبة للعام الأخير، فقد سجلت صناعة المخدر في كولومبيا إيرادات تصدير تقدر بنحو 18.2 مليار دولار، وهو رقم يتنامى بسرعة. بالمقابل، بلغت إيرادات صادرات النفط 19 مليار دولار، وهو مبلغ ضئيل نسبياً مقارنة بالكوكايين.
بالرغم من انخفاض صادرات البلاد النفطية بنسبة 30% في النصف الأول من هذا العام، ومع استمرار نمو صناعة المخدر بثبات، تشير البيانات التي نشرتها وكالة أنباء بلومبرغ إلى أن عام 2023 سيشهد تجاوزاً ملحوظًا، حيث ستتفوق عائدات صادرات الكوكايين في كولومبيا على عائدات صادرات النفط.
أكبر منتج للمخدرات في العالم
وعلى الساحة المحلية، شهدت كولومبيا، التي تُعد أكبر منتج للمخدرات في العالم، زيادةً كبيرةً في إنتاجها للكوكايين، حيث وصل الإنتاج إلى أعلى مستوياته منذ عام 1991. حيث تم إنتاج 1738 طنًا من المخدرات خلال العام الماضي بقيمة إجمالية تبلغ 193 مليار دولار.
وفيما يتعلق بالجوانب الاقتصادية، أشار فيلبي هيرنانديز، الخبير الاقتصادي في بلومبرغ، إلى أن دعم ارتفاع إنتاج وصادرات الكوكايين يعزز النشاط الاقتصادي على المدى القصير، بالإضافة إلى الزيادة في الطلب المحلي على هذا المنتج.
بدلاً من سابق محاولاتها للقضاء على مزارعي نبتة الكوكا، كما قامت بها في السابق، تركز الحكومة الكولومبية الآن جهودها على استهداف من يقومون بتحويل أوراق الكوكا إلى كوكايين، وهذا النهج ألهم البلاد بعيدًا عن المزارعين أنفسهم الذين شهدت زيادة في إنتاجيتهم لمحصول الكوكا خلال السنوات القليلة الماضية. وفي العام الماضي وحده، تم زراعة 230,028 هكتارًا من هذا النبات.
وبفعل تحول حرب المخدرات في البلاد من محاولة استهداف المزارعين إلى المرحلة الإنتاجية، أصبح المزارعون أكثر فعالية وكفاءة.
تحوّل مُلفِّت من دور المزارعين إلى مهنة الإنتاج
في تحوّل مُلفِّت من دور المزارعين إلى مهنة الإنتاج، يُشير هيرنانديز إلى أن النباتات تتحوَّل إلى إمكانياتها الكاملة، بينما يُضيف المُنتجون جهودهم في مجالات الري واستخدام الأسمدة لتعزيز الإنتاج وزيادة الإنتاجية. وقد شهد متوسط إنتاج محصول الكوكا نموًا مستدامًا، حيث ارتفع من 4.3 طن من أوراق الكوكا للهكتار الواحد في عام 2013 إلى 7 طن في عام 2020.
وتُشكِّل تجارة الكوكايين غير المشروعة في كولومبيا نسبة تعادل 5.3% من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد خلال العام الماضي، وفقًا لتقديرات هيرنانديز.
قد تطالع ايضًا: روسيا توجه ناقلات نفط عبر القطب الشمالي للالتفاف على العقوبات