وقعت الهيئة الملكية لمحافظة العلا شراكة استراتيجية ثقافية مع متحف نابولي الوطني للآثار، بهدف تعزيز مشاركة المعرفة وحفظ الآثار، من خلال عرض مجموعة من التحف الأثرية في السعودية وفي محافظة العُلا تحديدًا للمرة الأولى.
هذه الاتفاقية الثقافية، بين الهيئة الملكية لمحافظة العلا ومتحف نابولي الوطني للآثار، تفتح الطريق لنقل مجموعة فريدة مختارة من القطع الأثرية من نابولي في جنوب إيطاليا، إلى العُلا في شمال غرب الجزيرة العربية، حيث سيتم عرضها في معرض «روائع متحف نابولي» الذي يعدّ من المعالم الثقافية الرئيسية في نسخة 2024 من مهرجان الممالك القديمة، والذي سيقام في العُلا من 7 إلى 30 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري. كما سيتم عرض 15 تحفة من مدن ومعالم تاريخية أخرى، مثل بومبي وهيركولانيوم وروما، في المعرض الذي سيقدم للزوار ندوة العُلا العالمية للآثار.
الشراكة بين الهيئة الملكية لمحافظة العلا ومتحف نابولي للآثار
أنشئ متحف نابولي الوطني للآثار عام 1777م، ويعد المتحف منذ إنشائه معلمًا بارزًا في إحدى عواصم التراث الإيطالية. يضم المتحف بعضًا من أغلى الكنوز الثقافية في أوروبا، مثل التماثيل الرومانية واليونانية التي ما زالت محفوظة بحالة ممتازة، وقطع برونزية، وفسيفساء، وأعمال فنية أخرى.
تماشيًا مع التزام @RCU_SA بتعزيز مكانة #العلا كمركز للثقافة والتراث، وقعت الهيئة شراكة ثقافية جديدة مع @MANNapoli للتعاون في المعارض المشتركة وتأسيس تبادل المعرفة الثقافية بين البلدين. pic.twitter.com/1ETviWI9Zj
— الهيئة الملكية لمحافظة العلا (@RCU_SA) November 7, 2024
في 19 مايو/ آيار عام 2023م، وقّع صاحب السمو الملكي الأمير «بدر بن عبد الله بن محمد بن فرحان آل سعود»، وزير الثقافة، و«جينارو سانجيوليانو»، وزير الثقافة الإيطالي، مذكرة تفاهم ثقافية في البندقية بإيطاليا بهدف تعزيز التعاون والتبادل الثقافي بين البلدين، وإطلاق مشاريع تعاون ثقافي خاصة بمحافظة العلا، إذ توثق هذه الشراكة المشهد الثقافي لمحافظة العلا، وتعزز مكانتها كمركز عالمي للتراث الثقافي والتعبير الفني.
وجرى تطوير الشراكة كاتفاق إستراتيجي رئيسي، تشمل برنامجًا شاملًا من مشاريع التعاون الفني التي تمتد عبر المناظر الثقافية ومواقع التراث في العُلا، كما يشارك فريق الهيئة ومتحف نابولي في دمج هذه الجهود مع فرص لمشاركة المعرفة، وبناء القدرات، وتطوير المهارات من كلا الطرفين. وتشمل هذه الاتفاقية عدة بنود أبرزها:
- التنقيب والمحافظة على الآثار التي تحافظ على المواقع التاريخية الغنية لمحافظة العلا واستكشافها، مما يضمن حمايتها للأجيال القادمة.
- الترميم والمحافظة، حيث تدعم الخبرة الإيطالية في الترميم جهود الهيئة الملكية لمحافظة العلا المستمرة للحفاظ على تراث العلا الفريد وحمايته، عبر دمج التقنيات التقليدية والممارسات الحديثة.
- الابتكار المعماري والتصميمي، والتي تعزز الجوانب الجمالية والوظيفية للمشاريع الثقافية لمحافظة العلا، من خلال تبادل الأفكار في مجال الهندسة المعمارية والتصميم.
- الفنون البصرية والاستعراضية، حيث تستحدث المشاريع التعاونية في هذه الفنون عددًا من التجارب الفنية الجديدة إلى العلا، مما يثري الحياة الثقافية للمجتمع والزوار.
- الأفلام والأدب والنشر، إذ تركز المبادرات المشتركة في هذا القطاع على قصص وتراث العلا من أجل الوصول إلى جمهور عالمي لتعزيز الفهم الثقافي.
تستند الشراكة بين الهيئة ومتحف نابولي إلى توقيع تلك الاتفاقية التي تعزز الحفاظ على الثقافة ومشاركة المعرفة وحماية التراث، حيث زار نابولي في عام 2023، فريق من رواة التراث في العُلا للتعرف أكثر على مجموعات المتحف. ونظرًا لتاريخ المتحف، فإنه يُعد إضافة فريدة لشبكة الهيئة من الشركاء الثقافيين، حيث انضم لمؤسسات التراث والتعليم الرائدة من دول أخرى مثل، المملكة المتحدة وفرنسا والصين وإيطاليا، للتعاون في الحفاظ على التاريخ المشترك للعُلا الذي يمتد لعشرين ألف عام، ودراسته والاحتفاء به.