في سبتمبر الماضي، أصدرت وزارة العدل الأمريكية مذكرة تناولت احتمالية تفكيك شركة جوجل، مع التركيز على استغلال الشركة لمنتجات مثل متصفح “كروم” ونظام “أندرويد” ومتجر التطبيقات “بلاي ستور” لدعم هيمنتها على سوق محركات البحث.
هذه الخطوة تعكس مخاوف من احتكار جوجل لهذا القطاع، وهو ما أثار قلقا لدى الحكومة الأمريكية بخصوص تأثير ذلك على المنافسة وسلوكيات الشركة تجاه المستخدمين.
دوافع الحكومة الأمريكية
تشير وزارة العدل إلى أن جوجل قد أوجدت بيئة تحتكر فيها محركات البحث عبر الصفقات المدفوعة التي تجعل محرك بحثها الخيار الافتراضي في معظم الأجهزة المحمولة. كما يُعتقد أن الشركة تمنع أي منافس من الوصول إلى حصة معقولة من السوق، مما يضر الابتكار ويحد من الخيارات المتاحة للمستهلكين. إحدى الحلول المطروحة تتمثل في تفكيك جوجل وبيع بعض الشركات الفرعية التابعة لها مثل “كروم” و”أندرويد”، بالإضافة إلى فرض قيود قانونية تمنع جوجل من استخدام صفقاتها المربحة لتعزيز هيمنتها.
تأثيرات محتملة على مستخدمي جوجل
يشير رد جوجل إلى أن تفكيك خدماتها سيؤثر سلبا على المستهلكين. وقد ذكرت لي آن مولولاند، نائبة رئيس الشؤون التنظيمية في جوجل، أن نقل إدارة متصفح “كروم” أو نظام “أندرويد” إلى شركات أخرى قد يؤدي إلى فرض رسوم على هذه الخدمات، مما يضر بملايين المستخدمين الذين يعتمدون على الخدمات المجانية التي تقدمها جوجل.
المنافسة ومستقبل محركات البحث
حاليا، تسيطر الشركة على أكثر من 90% من عمليات البحث عالميا، وهو ما يُدر على الشركة الأم “ألفابت” إيرادات ضخمة تتجاوز 48 مليار دولار، أي ما يمثل 57% من إجمالي أرباحها السنوية. فتح المجال أمام محركات بحث مثل “بينغ” أو “داك داك غو” قد يوفر منافسة عادلة ويقلل من هيمنة جوجل. ومع ذلك، تتطلب هذه المنافسة دعما حكوميا كبيرا لضمان الاستدامة والنمو.
السيناريوهات المستقبلية
رغم الاقتراحات بتفكيك جوجل، لا تزال هذه الإجراءات في مرحلة المراجعة القانونية، حيث ينتظر القرار النهائي في نوفمبر 2024. من غير الواضح بعد ما إذا كانت الحكومة ستتابع هذه الإجراءات حتى النهاية أم ستكتفي بوضع ضوابط صارمة لمنع الاحتكار. لكن الأكيد هو أن هذه القضية تمثل لحظة حاسمة في تحديد مستقبل الإنترنت وكيفية استخدام البيانات والخدمات الرقمية.
يمثل الصراع بين الحكومة الأمريكية وجوجل تطورا بالغ الأهمية في ملف مكافحة الاحتكار، وقد تكون له تداعيات بعيدة المدى على سوق التكنولوجيا والمنافسة العالمية.
قد تطالع ايضًا: زوكربيرج ثاني أغنى شخص في العالم لأول مرة
