أنباء كثيرة ترددت منذ بداية العام عن دخول الاقتصاد الأمريكي في حالة ركود لكنه حتى الآن استطاع الاقتصاد الأمريكي الثبات والوقوف في وجه الركود محافظًا على معدلات نمو متوسطة.
في البداية هناك عدة عوامل تتسبب في دخول أي اقتصاد في حالة ركود وهي:
انخفاض الإنفاق الاستهلاكي: عندما يتراجع الإنفاق الاستهلاكي للأفراد والأسر، فإن ذلك يؤثر سلبًا على الاقتصاد بشكل عام. فعندما يتراجع الطلب على السلع والخدمات، فإن الشركات تواجه صعوبة في بيع منتجاتها وتخفض إنتاجها وتسرح العمالة، مما يؤدي إلى تباطؤ النمو الاقتصادي.
انخفاض الاستثمارات: عندما يتراجع حجم الاستثمارات في الاقتصاد، سواء من الشركات أو الحكومة، فإن ذلك يؤدي إلى تراجع النشاط الاقتصادي. فعندما تتقلص الشركات عن استثمار في توسيع أعمالها أو تحديث تقنيتها أو زيادة الإنتاجية، فإنها تقلل من فرص النمو وتخفض الطلب على العمالة.
انخفاض الصادرات: إذا كان الاقتصاد يعتمد بشكل كبير على الصادرات، فإن انخفاض الطلب العالمي على المنتجات والخدمات المصدرة قد يؤدي إلى ركود. فعندما يتراجع الطلب العالمي، يجد المصدرين صعوبة في بيع منتجاتهم وتصديرها، مما يضعف النشاط الاقتصادي في البلد.
تقلبات في السوق المالية: تأثير التقلبات في الأسواق المالية يمكن أن يكون كبيرًا على الاقتصاد. انهيار أسواق الأسهم أو الأزمات المالية يمكن أن تؤدي إلى تراجع الاستثمارات والإنفاق، وتقلص القروض والائتمان، مما يؤثر على النمو الاقتصادي.
سياسات حكومية غير فعالة: إذا كانت سياسات الحكومة غير فعالة في التعامل مع التحديات الاقتصادية، مثل سياسات التقشف الزائدة أو السياسات النقدية المتشددة بشكل غير ملائم، فإن ذلك يمكن أن يؤدي إلى تفاقم الركود وتزايد الضغوط على النمو الاقتصادي.
الاقتصاد الأمريكي في الميزان
بالنسبة لـ الاقتصاد الأمريكي فقد كان من المتوقع أن يدخل في حالة ركود منذ ستة أشهر ولكن حتى الآن لم يحدث ذلك بشكل فعلى نستعرض معًا مجموعة من أراء الخبراء فيما أذا كان الاقتصاد الأمريكي سيدخل في حالة ركود أم أنه بالفعل نجا من هذه الحالة.
كبير الاقتصاديين لدى مورغان ستانلي: ستتلاشى تماماً مخاوف الدخول في ركود
اعتبر كاربنتر، في حديثه لموقع “ياهو فاينانس” أن سوق العمل، التي استحوذت على الاهتمام خلال النصف الأول من العام، بدأت بالفعل في التباطؤ، إلا أنه أكد أن معدل إضافات الوظائف مازال قوياً، مشيراً إلى تسببه في استمرار الإنفاق القوي عند الأميركيين.
وقال كاربنتر: “بمجرد هدوء الأسواق مع توقف بنك الاحتياط الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) عن رفع الفائدة، ستتلاشى تماماً مخاوف دخول الاقتصاد الأمريكي في ركود”.
بول كروجمان.. الحائز على نوبل في الاقتصاد: لا علامات على ركود الاقتصاد
وقبل أسبوعين، غرد كروجمان، الذي يدرّس الاقتصاد بجامعة سيتي في نيويورك، على موقع التواصل “تويتر”، مؤكداً إيجابية البيانات الصادرة عن الاقتصاد الأميركي، وقال: “التضخم يتراجع، ولا علامات على ركود الاقتصاد”.
وهذا الأسبوع، كتب الاقتصادي الكبير مقالاً للرأي، في جريدة “نيويورك تايمز”، قال فيه: “يوضح لنا هبوط مؤشر البؤس (الذي يقيس التضخم والبطالة) كثيرا مما يحدث ومما لم يحدث أيضاً. ما لم يحدث، على الرغم من قرع طبول التحذيرات الرهيبة في وسائل الإعلام، كان الركود. أما ما حدث، فكان إضافة الاقتصاد الأميركي أربعة ملايين وظيفة خلال العام الماضي، ليبقى معدل البطالة بالقرب من أدنى مستوى له في 50 عامًا”.
روبرت هوفمان.. الاستراتيجي بوحدة الخدمات المصرفية لسيتي بنك: ننتظر في العام 2024
الجمعة الماضية، قال هوفمان، في حوار مع محطة “سي إن بي سي” الاقتصادية إن “التوقعات السابقة بحدوث الركود مع نهاية عام 2023 تم دفعها إلى نهاية العام القادم 2024″، مشيراً إلى وجود فرص قوية للشركات المتوسطة لتحقيق النمو، مع تلاشي مخاوف الدخول في ركود.
جيرمي سيغال.. أستاذ المالية السابق بجامعة “وارتون”
وفي مقابلة يوم الجمعة الماضي على قناة “سي إن بي سي” الاقتصادية، أكد سيغال، أحد أهم الأصوات المسموعة في وول ستريت، توقع استمرار ارتفاع سوق الأسهم بقوة خلال الفترة القادمة، مشيراً إلى أن الأمر يتطلب “تقريراً اقتصادياً ضعيفاً جداً، أو أرباحاً تعكس خيبة أمل حقيقية، حتى تتخلى السوق عن قوتها الحالية”.
وزيرة الخزانة الامريكية لا تستبعد حدوث ركود
كانت قد نقلت بلومبيرغ اليوم الأحد عن وزيرة الخزانة الامريكية جانيت يلين عدم استبعادها خطر حدوث ركود في الاقتصاد الأمريكي، وتأكيدها أنه “أمر مناسب وطبيعي” أن يتراجع النمو إلى معدلات معتدلة، بالإضافة إلى إشارتها إلى أن التضخم لا يزال مرتفعا للغاية.
وقالت يلين في نص مقابلة مع قناة “سي بي إس” في برنامج “واجه الأمة Face the Nation”، إن مخاطر الركود “ليست بعيدة تمامًا عن الطاولة”.
وأضافت، بعد اجتماعها مع كبار القادة الصينيين، إن نمو الوظائف الشهري يتباطأ كما هو متوقع بعد أن ظل عند “مستوى عالٍ”.
قد تطالع أيضًا: دليلك الشامل للاستثمار في السوق المالية الأمريكية
