كشفت شركة أوبن أي آي (OpenAI) عن نموذج الذكاء الاصطناعي الجديد الذي يتمتع بقدرات غير مسبوقة في الكتابة الإبداعية، ما أثار إعجاب الرئيس التنفيذي سام ألتمان.
وفي منشور عبر منصة X (تويتر سابقًا)، قال ألتمان:
“قمنا بتدريب نموذج جديد يمتلك قدرة مذهلة على الكتابة الإبداعية. لم نقرر بعد متى وكيف سنطرحه، لكن هذه هي المرة الأولى التي أشعر فيها بانبهار حقيقي تجاه نص من إنتاج الذكاء الاصطناعي. لقد أتقن أسلوب الميتافكشن بدقة مذهلة.”
ولإثبات قوة النموذج الجديد، شارك ألتمان قصة قصيرة كتبها النموذج بناءً على طلبه:
“اكتب قصة قصيرة بأسلوب الميتافكشن عن الذكاء الاصطناعي والحزن.”
تناولت القصة موضوعات مثل الوعي الذاتي والفقدان، ما جعلها تبدو وكأنها مكتوبة بقلم أديب محترف. ونجحت في إتقان أسلوب الميتافكشن، وهو نوع أدبي يعكس طبيعة الكتابة نفسها داخل القصة، الأمر الذي أدهش ألتمان.
قفزة نوعية في قدرات النماذج اللغوية
لطالما ركزت أوبن أي آي على التطبيقات العملية للذكاء الاصطناعي مثل البرمجة وحل المشكلات الرياضية. ورغم أن النماذج السابقة كانت تمتلك قدرات سردية، إلا أنها غالبًا ما افتقدت العمق والتماسك اللازمين لكتابة نصوص أدبية متقنة.
لكن هذا النموذج الجديد يمثل نقلة نوعية، حيث أصبح قادرًا على إنتاج قصص إبداعية معقدة ومؤثرة، ما يفتح الباب أمام استخدامات جديدة في الأدب والسينما وصناعة المحتوى الإبداعي.
إبداع يثير الإعجاب… والجدل أيضًا!
التطور السريع في هذه التقنيات التوليدي أحدث ثورة في الصناعات الإبداعية، حيث أصبح المحتوى المنتج بواسطة النموذج أكثر دقة وسلاسة. هذا التطور أثار حماسًا كبيرًا، لكنه في المقابل أثار أيضًا مخاوف بشأن تأثيره على الكتاب البشريين ومستقبل الإبداع الأدبي.
في الوقت نفسه، تواجه أوبن أي آي تحديات قانونية، حيث قامت مجموعة من 17 كاتبًا، بالتعاون مع نقابة المؤلفين (Authors Guild)، برفع دعوى قضائية ضد الشركة. يتهم الكتّاب أوبن أي آي باستخدام أعمالهم المحمية بحقوق الطبع والنشر دون إذن لتدريب نماذجها اللغوية، في قضية تعد واحدة من عدة نزاعات متزايدة حول حقوق الملكية الفكرية.
مستقبل الأدب في عصر الذكاء الاصطناعي
مع استمرار تطور نماذج الذكاء، يواجه سوق الأدب العالمي تحولات كبيرة. على سبيل المثال، تشير التوقعات إلى نمو سوق الروايات عالميًا من 11.16 مليار دولار في 2024 إلى 11.38 مليار دولار في 2025.
لكن السؤال الأهم الآن: هل يمكن أن يصبح هذا النموذج من الذكاء مؤلفًا حقيقيًا ينافس الأدباء؟
إذا تمكنت هذه النماذج من إنتاج روايات وسيناريوهات تجارية ناجحة، فقد نشهد تحولًا جذريًا في المشهد الأدبي، ما قد يدفع الكتّاب والناشرين إلى إعادة التفكير في دور الذكاء الاصطناعي في المستقبل الإبداعي.
في النهاية، يبقى التحدي الأكبر: هل سيظل الإبداع البشري متفوقًا، أم أن الذكاء الاصطناعي سيصبح أديب المستقبل؟
قد تطالع أيضًا: “الذكاء الاصطناعي القوي (AGI): الثورة القادمة في محاكاة الذكاء البشري”