وفقًا للجريدة الرسمية التركية، تم تعيين حفيظة غاية أركان، المسؤولة التنفيذية المالية في الولايات المتحدة، بوظيفة رئيسة للبنك المركزي التركي من قبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم الجمعة. كما تم تعيين شهاب قافجي أوغلو المحافظ السابق للبنك، بمنصب رئيس هيئة التنظيم والرقابة المصرفية في تركيا (بي.دي.دي.كيه).
فريق اقتصادي تكنوقراط
وتشير المؤشرات إلى أن أردوغان سيمنح الفريق الاقتصادي الجديد الذي يتميز بالتوجه الليبرالي التكنوقراطي صلاحيات قيادة مالية الدولة كاملة، إذ سيكون للفريق الاقتصادي الجديد تكوين متكامل يشمل نائب الرئيس جودت يلماظ، ووزير المالية والخزانة محمد شيمشك، ووزير التجارة عمر بولات، ووزير الصناعة محمد فاتح قجر، بالإضافة إلى أركان التي ستتولى مسؤولية قيادة البنك المركزي، وتأتي هذه التعينات في ظل الضغوط الشديدة التي تتعرض لها العملة التركية في الوقت الحالي.
من هي حفيظة غاية أركان؟
حفيظة غاية أركان هي خبيرة مالية ومصرفية تركية. وُلدت في إسطنبول عام 1982 وتخرجت من جامعة بوغازيجي بتركيا، حازت على منح دراسية من عدة جامعات أمريكية بما في ذلك جامعة برينستون، حيث حصلت على درجة الدكتوراه في الهندسة المالية والرياضيات التطبيقية.
وقد شغلت حفيظة أركان مناصب إدارية عليا في شركات استشارات مالية وبنوك مختلفة. عملت في بنك “فيرسلت ريبابليك بنك” الأمريكي لمدة 8 سنوات، ثم في بنك “غولدمان ساكس” وشركة تيفاني آند كو.
حازت على سمعة جيدة في الأوساط المصرفية والاقتصادية نظرًا لخبرتها الواسعة في الأعمال المصرفية والاستثمار وإدارة المخاطر والتكنولوجيا والابتكار الرقمي.
وقد استقالت حفيظة أركان مؤخرًا من منصب الرئيسة التنفيذية لبنك “غراي ستون” في نيويورك، وهو بنك متخصص في قروض العقارات التجارية. وذلك لتتولى منصب المحافظة في البنك المركزي التركي بعد تعيينها من قبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
يتوقع من فريقها الاقتصادي الجديد، الذي يضم نائب الرئيس جودت يلماظ ووزراء المالية والتجارة والصناعة، تحسين الوضع الاقتصادي في تركيا، بما في ذلك خفض معدل التضخم وتحسين قيمة الليرة التركية وتعزيز النمو الاقتصادي.
أصغر أستاذ مالي في البلاد
تعتبر حفيظة غاية أركان من الشخصيات المرموقة في المجال المالي والمصرفي، يصفها مراقبون في تركيا بأنها أصغر أستاذ مالي في البلاد، وهذا يعكس الاعتراف بمستوى خبرتها ومعرفتها العميقة في مجال الاقتصاد والتمويل. تتمتع حفيظة أركان بخبرة بنكية كبيرة وتاريخ حافل في العمل في القطاع المالي العالمي، مما يجعلها قادرة على تقديم رؤى واستراتيجيات فعالة لتحقيق الأهداف الاقتصادية لتركيا.
يتوقع من حفيظة أركان أن تسهم بشكل كبير في تحقيق استقرار العملة التركية وتعزيز قوة الاقتصاد الوطني. بفضل خبرتها الواسعة في إدارة المخاطر والابتكار المالي، يمكنها تطبيق استراتيجيات فعالة للحفاظ على استقرار النظام المالي وتعزيز الثقة في الليرة التركية.
من المتوقع أن تلعب حفيظة أركان دورًا محوريًا في تنفيذ السياسات الاقتصادية الجديدة وتنمية القطاع المالي في تركيا. بفضل معرفتها العميقة بالأعمال المصرفية والاستثمار والتكنولوجيا المالية، يُعتقد أنها ستعزز الابتكار والتطوير في القطاع المالي وتسهم في تعزيز المناخ الاقتصادي في البلاد.
بشكل عام، حفيظة غاية أركان تعد شخصية بارزة في المجال المالي والمصرفي، وتمتلك مهارات وخبرات قيادية تؤهلها لتحقيق نجاحات كبيرة في مهمتها الجديدة كرئيسة للبنك المركزي التركي.
عودة الى السياسة الاقتصادية التقليدية
مع تسلم أركان منصب رئيسة البنك المركزي التركي، تتزايد التوقعات بعودة تركيا إلى السياسة الاقتصادية التقليدية، حيث ستتحرك أسعار الفائدة وفقًا لمقتضيات السوق والعرض والطلب. على مدى عامين، اتبعت تركيا سياسة تخفيض سعر الفائدة على الرغم من ارتفاع معدل التضخم والاتجاه العالمي لرفع أسعار الفائدة.
ومن المتوقع الآن أن تشهد تركيا عودة إلى استخدام سياسات تقليدية في تحديد أسعار الفائدة، وذلك بهدف تحقيق التوازن بين مكافحة التضخم وتعزيز النمو الاقتصادي. تتمثل مهمة حفيظة أركان في تقييم الوضع الاقتصادي واتخاذ القرارات المناسبة للحفاظ على استقرار النظام المالي ودعم النمو الاقتصادي في تركيا.
قد تطالع أيضًا: كل ما تحتاج إلى معرفته عن التضخم الاقتصادي وكيفية مواجهته؟