ارتفعت قيمة صندوق الثروة السيادي النرويجي بمقدار 1.475 تريليون كرونة (138 مليار دولار) في النصف الأول من العام، مدفوعا بحيازته أسهم في التكنولوجيا، حسبما قال البنك المركزي في البلاد ومدير الصندوق هذا الاسبوع
ويمثل النمو عائدا بنسبة 8.6 في المائة ويرفع قيمة الصندوق إلى 18 تريليون كرونة أو 1.6 تريليون دولار حتى أغسطس 2024.
“كانت النتيجة مدفوعة بشكل أساسي بأسهم التكنولوجيا، بسبب زيادة الطلب على حلول جديدة في الذكاء الاصطناعي” ، قال الرئيس التنفيذي للصندوق نيكولاي تانجن.
وارتفعت حيازات الأسهم، التي تمثل 72 بالمئة من المحفظة، 12.5 بالمئة بينما خسرت حيازات الدخل الثابت، التي تمثل 26.1 بالمئة، 0.6 بالمئة في الأشهر الستة الأولى من العام.
متى تأسس الصندوق؟
تأسس صندوق الثروة السيادي النرويجي في عام 1990 ، وتهدف إلى ضمان إدارة طويلة الأجل للإيرادات من موارد النفط والغاز في النرويج ، بحيث تفيد هذه الثروة الأجيال الحالية والمستقبلية. والاسم الرسمي للصندوق هو صندوق المعاشات التقاعدية الحكومي العالمي.
يتم استثمار معظم الصندوق في الأسهم ، وهي حصص ملكية في الشركات. يتم استثمار جزء آخر في السندات ، وهي نوع من القروض للحكومات والشركات ، ويتم استثمار شريحة أخيرة في العقارات والبنية التحتية للطاقة المتجددة.
كيف ينمو صندوق الثروة السيادي النرويجي ؟
وعلى الرغم من تحويل الإيرادات من إنتاج النفط والغاز إلى الصندوق، فإن هذه الودائع تمثل أقل من نصف قيمة الصندوق. وقد تم كسب معظمها من خلال الاستثمار في الأسهم والدخل الثابت والعقارات والبنية التحتية للطاقة المتجددة.
يعد الصندوق الآن أحد أكبر الصناديق في العالم ، حيث يمتلك ما يقرب من 1.5 في المائة من جميع الأسهم في الشركات المدرجة في العالم. هذا يعني أن لدى الصندوق حيازات في حوالي 9000 شركة في جميع أنحاء العالم ، مما يعطيه حصة صغيرة من أرباحها كل عام.
بالإضافة إلى ذلك ، يمتلك الصندوق مئات المباني في بعض المدن الرائدة في العالم ، والتي تولد دخل سنوي. كما يتلقى الصندوق تدفقا ثابتا من الدخل من الإقراض للبلدان والشركات. من خلال نشر الاستثمارات على نطاق واسع ، فإن الصندوق يقلل من مخاطر خسارة المال.
كيف ينفق الصندوق؟
في كل عام ، لا تستطيع الحكومة النرويجية إنفاق سوى جزء صغير من الصندوق ، لكن هذا لا يزال يصل إلى ما يقرب من 20 في المائة من ميزانية الحكومة.
وهناك توافق سياسي واسع في الآراء بشأن كيفية إدارة صندوق الثروة السيادي النرويجي. وكلما قل إنفاق اليوم، كلما كان وضع البلاد أفضل للتعامل مع فترات الركود والأزمات في المستقبل. إذ يتم تحويل فوائض الميزانية إلى الصندوق ، بينما يتم تغطية العجز بأموال من الصندوق.
بمعنى آخر ، يمكن للسلطات أن تنفق أكثر في الأوقات الصعبة وأقل في الأوقات الجيدة. حتى يستفيد من الصندوق أكبر عدد ممكن من الناس في المستقبل.
أيضا اتفق السياسيون على قاعدة مالية تضمن أن صندوق الثروة السيادي النرويجي لا ينفق أكثر من العائد المتوقع علله في المتوسط، تنفق الحكومة فقط ما يعادل العائد الحقيقي على الصندوق، والذي يقدر بنحو 3 في المائة سنويا. وبهذه الطريقة، لا يتم تحويل عائدات النفط تدريجيا إلا إلى الاقتصاد. في الوقت نفسه، يتم إنفاق العائد على الصندوق فقط ، وليس رأس مال الصندوق.
قد تشاهد أيضًا: شبح التضخم يخيم على بريطانيا والسبب ” ممرات أفريقيا”
