في عالمنا المعاصر، تلعب التكنولوجيا دورا مهما في تحسين وتسهيل جودة الحياة في عدة مجالات ومن أهم هذه المجالات قطاع الرعاية الصحية، حيث برزت الروبوتات الطبية التي تقدم حلولا مبتكرة وفعالة لمواجهة التحديات الصحية الحالية والمستقبلية.
الروبوتات الطبية هي آلات ذكية تُستخدم في مجالات مختلفة من الرعاية الصحية، مثل الجراحة، التأهيل، التشخيص، الوقاية، الرعاية المنزلية والاجتماعية. هذه الروبوتات تساعد الأطباء والممرضين والمرضى على تحسين النتائج الصحية والتقليل من التكاليف والمخاطر والإجهاد. ولكن ما هي الأنواع الرئيسية للروبوتات الطبية؟ وما هي التقنيات الجديدة التي ستظهر في هذا المجال في عام 2024؟ وما هي الفرص والتحديات التي تواجه تطوير وتطبيق هذه الروبوتات؟
في هذه المقالة، سنحاول الإجابة على هذه الأسئلة ونستعرض أهم أنواع الروبوتات الطبية وكيف ستغير وجه الرعاية الصحية في عام 2024.
ما هي الروبوتات الطبية؟
الروبوتات الطبية هي آلات ذكية تستخدم في مجالات مختلفة من الرعاية الصحية، مثل الجراحة، التأهيل، التشخيص، الوقاية، الرعاية المنزلية والاجتماعية. هذه الروبوتات تساعد الأطباء والممرضين والمرضى على تحسين النتائج الصحية والتقليل من التكاليف والمخاطر والإجهاد.
تشمل الروبوتات الطبية الروبوتات الجراحية التي تستخدم في معظمها كتليمانيبولاتورز، وهي أجهزة تستخدم نشاطات الجراح من جانب واحد للتحكم في المؤثر من الجانب الآخر. هذا يسمح للجراح بإجراء عمليات دقيقة ومعقدة بمساعدة ذراع روبوتية تعمل عن بعد. الروبوتات الطبية ليست نتيجة لتكنولوجيا جديدة، بل تم استخدامها منذ ثلاثة عقود تقريبا في المستشفيات، وفي بعض الحالات استبدلت الممرضين والجراحين البشريين بنتائج أكثر كفاءة واتساقا.
الروبوت الطبي الأول ظهر قبل 50 عاما
يعود تاريخ أول روبوت طبي إلى عام 1974، عندما اخترع الدكتور أرثر كانتروفيتز روبوتا يمكنه إجراء إبرة النخاع الشوكي بدقة عالية. ومنذ ذلك الحين، تطورت الروبوتات الطبية بشكل كبير واستخدمت في مجالات متعددة من الرعاية الصحية.
أحد الاستخدامات الرئيسية للروبوتات الطبية هي الجراحة الروبوتية حيث أنها تسمح للجراح بالتحكم في ذراع روبوتية تعمل عن بعد بواسطة وحدة تحكم أو جهاز حاسوبي. هذا يمنح الجراح قدرة على الحركة الدقيقة والمرنة والمستقرة داخل جسم المريض، مما يقلل من النزيف والعدوى والندبات ووقت الشفاء.
وليس كل الروبوتات الطبية تستخدم في الجراحة، فهناك أيضا روبوتات تقوم بمهام خدمية وإدارية تسهل عمل العاملين في الصحة. مثل هذه الروبوتات تشمل الروبوتات التي توزع الأدوية والطعام والمواد الطبية في المستشفيات، والروبوتات التي تقوم بتطهير وتنظيف الغرف والأجهزة، والروبوتات التي تقوم بقياس العلامات الحيوية وإعداد التقارير الطبية.
أبرز 5 أنواع روبوتات طبية:
-
الروبوتات الجراحية
هي الروبوتات التي تستخدم في إجراء عمليات جراحية مختلفة، مثل الجراحة التنظيرية، وجراحة القلب، وجراحة العظام، وجراحة الأورام. هذه الروبوتات تتيح للجراح التحكم في ذراع روبوتية تعمل عن بعد بواسطة وحدة تحكم أو جهاز حاسوبي.
وهذا يمنح الجراح قدرة على الحركة الدقيقة والمرنة والمستقرة داخل جسم المريض، مما يقلل من النزيف والعدوى والندبات ووقت الشفاء. أشهر الروبوتات الجراحية هو نظام دافنشي، الذي يستخدم في أكثر من 600 ألف عملية جراحية سنويا في الولايات المتحدة.
-
الروبوتات الخدمية
هي الروبوتات التي تقوم بمهام خدمية وإدارية تسهل عمل العاملين في الصحة. وتشمل الروبوتات التي توزع الأدوية والطعام والمواد الطبية في المستشفيات
والروبوتات التي تقوم بتطهير وتنظيف الغرف والأجهزة، والروبوتات التي تقوم بقياس العلامات الحيوية وإعداد التقارير الطبية.
تساعد هذه الروبوتات في تحسين كفاءة وسلامة وجودة الرعاية الصحية، وتقليل التكاليف والأخطاء والإجهاد.
-
الروبوتات الهيكلية:
تستخدم الروبوتات الهيكلية التقنيات المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي للتكيف مع حالة واحتياجات كل شخص. هذه الروبوتات تستطيع التعرف على الحركات والأوامر والمشاعر والتفضيلات للمستخدمين، وتقديم الدعم والمساعدة المناسبة لهم.
بعض الأمثلة على الروبوتات الهيكلية هي:
- الأطراف الاصطناعية: هي الروبوتات التي تحل محل الأطراف المفقودة أو المعطوبة للإنسان، مثل اليد أو القدم أو الذراع أو الساق. هذه الروبوتات تسمح للمستخدمين بالقيام بالأنشطة اليومية بشكل طبيعي، مثل المشي أو الكتابة أو الرسم حيث تتصل بأعصاب أو عضلات أو دماغ المرضى، وتستجيب لإشاراتهم الكهربائية أو اللاسلكية.
- الأجهزة الداعمة: هي الروبوتات التي تساعد في تعزيز قوة أو حركة أو وظيفة جزء من جسم الإنسان، مثل الظهر أو الرقبة أو الكتف. هذه الروبوتات تساعد في تخفيف الألم والتعب والإصابات، وتحسين المرونة والتوازن والتنسيق. تعمل هذه الروبوتات عن طريق توفير الدعم أو الضغط أو الاهتزاز أو الحرارة أو البرودة للجزء المستهدف.
- الأجهزة الطبية القابلة للارتداء: هي الروبوتات التي يرتديها المرضى على جسمهم أو يتم زرعها فيهم، وتقوم بمراقبة أو تحسين أو تعديل وظائف الجسم، مثل القلب أو الرئة أو الكلى. هذه الروبوتات تساعد في الوقاية والعلاج والتعافي من الأمراض والاضطرابات، وتحسين جودة الحياة والصحة. تعمل هذه الروبوتات عن طريق استخدام الحساسات أو الأدوية أو الجراحة أو الكهرباء أو المغناطيسية.
-
الروبوتات التأهيلية
هي الروبوتات التي تساعد في استعادة القدرات الحركية أو الحسية أو العقلية للمرضى الذين يعانون من إصابات أو أمراض تؤثر على وظائفهم الطبيعية. تشمل الروبوتات التي تقوم بتدريب أو علاج أو مساعدة المرضى في أداء بعض الحركات أو الأنشطة اليومية، مثل المشي أو الإمساك أو الكلام. هذه الروبوتات تستخدم التقنيات المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي والواقع المعزز والواقع الافتراضي للتكيف مع حالة واحتياجات كل مريض. بعض الأمثلة على الروبوتات التأهيلية هي:
- الروبوتات التي تساعد في تعليم الأطفال ذوي التوحد أو الإعاقة العقلية أو النطقية كيفية التواصل والتفاعل مع الآخرين، مثل الروبوت كاسبر أو الروبوت ناو.
الروبوت ناو
- الروبوتات التي تساعد في تحسين القدرات الحركية للمرضى الذين يعانون من الشلل أو السكتة الدماغية أو الإصابات العصبية، مثل الروبوت لوكومات أو الروبوت ريو أو الروبوت إكسو.
- الروبوتات التي تساعد في تحسين القدرات الحسية للمرضى الذين يعانون من فقدان أو ضعف في البصر أو السمع أو اللمس، مثل الروبوت أرغوس أو الروبوت كوكليا أو الروبوت تاكتايل.
-
الروبوتات الاجتماعية
هي الروبوتات التي تقوم بتقديم الدعم النفسي أو العاطفي أو الاجتماعي للمرضى أو كبار السن أو الأشخاص الوحيدين. تشمل الروبوتات التي تقوم بالتواصل والتفاعل مع المستخدمين بطريقة ودية ومرحة ومشجعة، مثل الروبوت بارو أو الروبوت كيرو أو الروبوت سوفيا.
تستخدم هذه الروبوتات التقنيات المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي والتعرف على الوجه والصوت والمشاعر للتكيف مع شخصية ومزاج واهتمامات كل مستخدم. هذه الروبوتات تساعد في تخفيف الوحدة والقلق والاكتئاب وتحسين الثقة بالنفس والرضا عن الحياة.
