“بوابة الدرعية: إعادة إحياء التراث السعودي برؤية عصرية ومستدامة”

“بوابة الدرعية: إعادة إحياء التراث السعودي برؤية عصرية ومستدامة”

- ‎فيمشاريع السعودية

يمثل مشروع بوابة الدرعية نقطة تحول هامة في جهود المملكة العربية السعودية لتعزيز التراث الثقافي، إذ يعد أحد أكبر المشاريع التراثية في المملكة والعالم. الدرعية، المعروفة بتاريخها العريق ودورها في انطلاق الدولة السعودية الأولى، تمثل اليوم رمزًا للتراث السعودي الأصيل. من خلال هذا المشروع الضخم، تهدف المملكة إلى تحويل الدرعية إلى وجهة عالمية تدمج بين العمارة التقليدية والحداثة بأسلوب ينسجم مع رؤية المملكة 2030.

تقع الدرعية على بعد 15 دقيقة من الرياض، وهي مهد الدولة السعودية الأولى وأحد المواقع المدرجة ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو، مما يعزز مكانتها التاريخية والثقافية. حي الطريف، الذي يعد قلب الدرعية التاريخية، يعكس الهندسة المعمارية الطينية التقليدية، وهو بمثابة رمز للتراث النجدي الذي تطور منذ قرون. تسعى المملكة من خلال مشروع بوابة الدرعية إلى إعادة إحياء هذا التراث وجعله جزءًا من المشهد السياحي والثقافي العالمي، مع تقديم تجربة تفاعلية تعزز الارتباط بين الماضي والحاضر.

الدرعية

أهداف المشروع

يتطلع مشروع بوابة الدرعية إلى أن يكون ليس فقط مركزًا للتراث الثقافي، بل أيضًا محورًا للاقتصاد والسياحة المستدامة. الهدف الرئيسي هو جذب أكثر من 25 مليون زائر سنويًا، مما يعزز الاقتصاد الوطني ويوفر فرص عمل جديدة. هذا المشروع يجمع بين مكونات عديدة تشمل الثقافة، التعليم، الضيافة، والترفيه، مما يجعله وجهة شاملة تجذب السياح من مختلف أنحاء العالم.

من خلال الجمع بين الحفاظ على التراث القديم وتقديم تجارب عصرية، يُتيح المشروع للزوار فرصة استكشاف التاريخ السعودي بطريقة مبتكرة. بفضل التصميم الفريد والبرامج الثقافية المتنوعة، سيُتاح للزوار التعرف على العمارة الطينية النجديّة التقليدية، إضافة إلى الفعاليات الثقافية والفنية التي تعرض الفنون السعودية التقليدية والمعاصرة.

المشاريع الرئيسية ضمن بوابة الدرعية

تتعدد المشاريع التي يتم تطويرها ضمن بوابة الدرعية لتشمل جوانب مختلفة تهدف إلى تحقيق تجربة متكاملة للزوار. من بين هذه المشاريع:

  • الفنادق والمنتجعات الفاخرة: سيتم إنشاء مجموعة من الفنادق التي تدمج بين الطابع التراثي والرفاهية العصرية، مما يوفر للزوار فرصة فريدة للاستمتاع بتجربة ضيافة سعودية أصيلة.
  • مراكز ثقافية وتعليمية: تسعى بوابة الدرعية لتكون مركزًا ثقافيًا تعليميًا عالميًا، حيث سيتم بناء متاحف ومعاهد ثقافية تروي قصة المملكة وتبرز الإنجازات الثقافية والتراثية للسعوديين. كما سيتم تقديم برامج تعليمية متنوعة تستهدف تعزيز الوعي الثقافي لدى الزوار، مع التركيز على الفنون والتاريخ والتراث.
  • ممرات مشاة وساحات عامة: ستتاح للزوار فرصة التجول مشيًا على الأقدام عبر مسارات مخصصة، مع توفير خمسة ساحات تجمع تُعزز من التواصل الاجتماعي وتُشكل متنفسًا طبيعيًا للزوار والمقيمين. يعد هذا جزءًا من رؤية المشروع لتعزيز أنماط حياة صحية ومستدامة.
  • التسوق والترفيه: يهدف المشروع إلى إنشاء مراكز تجارية عصرية تُقدم للزوار تجربة تسوق متكاملة، مع مزيج من العلامات التجارية العالمية والمحلية. هذه المراكز التجارية ستضفي طابعًا عصريًا على المنطقة مع الحفاظ على الطابع التقليدي.
  • الطعام والمأكولات: من المتوقع أن يتم افتتاح أكثر من 100 مطعم ضمن المشروع، تقدم مجموعة واسعة من المأكولات المحلية والعالمية. سيكون هناك تركيز خاص على تقديم الأطعمة السعودية التقليدية لإعطاء الزوار فرصة لتجربة النكهات المحلية الأصيلة.
  • المساكن السكنية: إلى جانب المشاريع التجارية والسياحية، سيتم بناء وحدات سكنية عصرية تجمع بين التصميم التقليدي والحديث. هذه المساكن ستكون مزيجًا من الفخامة والوظيفية، مما يجعلها خيارًا مثاليًا للمقيمين الذين يرغبون في العيش في بيئة تجمع بين التراث والحداثة.

ومن أهم ما يميز مشروع بوابة الدرعية هو التزامه بمبادئ الاستدامة والابتكار، حيث يتم التركيز على استخدام التقنيات الحديثة لتعزيز كفاءة الطاقة والحفاظ على البيئة. تعتمد المباني في المشروع على تصميمات معمارية تضمن توفير الطاقة والمياه، مع مراعاة الاستفادة من الطاقة المتجددة. كما سيتمكن الزوار والمقيمون من التجول عبر المشروع مشيًا على الأقدام، مما يقلل من الانبعاثات الكربونية ويعزز صحة الزوار.

إلى جانب ذلك، تهدف مبادرات بوابة الدرعية إلى تعزيز الصمود أمام التغيرات المناخية والحفاظ على الموارد الطبيعية. هذه الجهود تتماشى مع رؤية المملكة 2030 التي تهدف إلى تحقيق تنمية مستدامة تلبي احتياجات الأجيال الحالية والمستقبلية.

الدرعية

الأثر الاقتصادي والثقافي

سيساهم مشروع بوابة الدرعية في تحفيز الاقتصاد الوطني بشكل كبير من خلال تطوير قطاع السياحة الثقافية. من المتوقع أن يخلق المشروع آلاف فرص العمل في مجالات متعددة مثل الضيافة، الفنون، التسويق، والترفيه. كما ستعمل المشاريع السكنية والتجارية على جذب استثمارات محلية ودولية، مما يعزز من النمو الاقتصادي.

على الجانب الثقافي، يعكس المشروع التزام المملكة بتعزيز الهوية الثقافية الوطنية من خلال تقديم تراثها الغني للعالم. بوابة الدرعية ستكون وجهة رئيسية تعكس عمق التاريخ السعودي وتبرز تطور المملكة في مجالات الثقافة والفنون.

يمثل مشروع بوابة الدرعية جزءًا محوريًا من رؤية المملكة 2030 التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد والاعتماد على مصادر دخل غير نفطية. سيظل المشروع متمركزًا حول تعزيز التراث السعودي، مع تقديم تجربة حديثة وجذابة للزوار من جميع أنحاء العالم.

من خلال التركيز على الاستدامة والابتكار، تتطلع المملكة إلى جعل الدرعية وجهة عالمية متميزة تلبي توقعات الزوار وتعزز من مكانة المملكة كقوة ثقافية وسياحية في المنطقة والعالم.

ومن هنا يمكننا القول أن مشروع بوابة الدرعية يعكس التزام المملكة العربية السعودية بتطوير تراثها الثقافي بطريقة تجمع بين الحفاظ على الماضي وتقديم تجارب عصرية ومستدامة. هذا المشروع، الذي سيغير ملامح السياحة والثقافة في المملكة، كما يعزز مكانة السعودية كوجهة عالمية تجمع بين الأصالة والابتكار.

You may also like

شركة القدية للاستثمار تطلق مجموعة برامج «صُنّاع اللعب» للتدريب وتطوير المهارات السعودية

في خطوة هامة تُعنى بالاهتمام بمواطني السعودية، أعلنت