على الرغم من التطوّر الكبير الذي وصلت إليه الهواتف الذكية اليوم، وحتى مع استمرار هذا التطور في عالم التكنولوجيا المتسارع، لا يزال هناك تحدٍ واحد قائم أمام مستخدمي الهواتف وهو عمر بطارية الهاتف الجوال.
أسباب تناقص عمر البطارية
يوجد العديد من الأسباب التي تُنقص من عمر بطارية الهاتف مثل زيادة قدرة المعالجات وتطبيقات الجيل الخامس وتطبيقات الواقع المعزز وغيرها العديد من التطبيقات الحديثة التي نستخدمها يوميًا مثل تطبيقات السوشيال ميديا التي تُحمّل مقاطع الفيديو تلقائيًا.
بالإضافة إلى تطبيقات الخرائط مثل Google maps وApple maps والتي تزيد من استهلاك البطارية كثيرًا وتستنزفها. وهنا أتى الحل الذي يعد بتحويل هذا التحدي إلى فرصة، وهو اعتماد البطاريات القابلة للإزالة ضمن الهواتف بدلًا من البطاريات المُدمجة.
فوائد البطاريات القابلة للإزالة
يُوفّر الاعتماد على البطاريات القابلة للإزالة مجموعة من الفوائد المهمة، وأبرزها ما يلي:
- استبدال سهل وسريع: مع البطاريات القابلة للإزالة، لن يعاني المستخدم من مشكلة عمر البطارية القصير، حيث يمكن ببساطة استبدال البطارية القديمة ببطارية جديدة وذلك بسهولة وسرعة. هذا يعني عدم الحاجة إلى شحن الهاتف بشكل متكرر أو حمل الشواحن الإضافية.
- مرونة الاستخدام: تمنح البطاريات القابلة للإزالة المستخدمين مرونة أكبر في استخدام هواتفهم، إذ يمكنهم حمل بطاريات إضافية مشحونة مسبقًا وتبديلها في أي وقت وفي أي مكان، مما يمنحهم القدرة على استخدام الهاتف لفترات طويلة دون قلق من انتهاء البطارية.
- حماية البيئة والإنسان: يساهم استخدام البطاريات القابلة للإزالة في تحسين الاستدامة البيئية للهواتف الذكية. فعندما يتم استبدال البطارية بدلًا من شراء هاتف جديد، يقلل ذلك من إنتاج المخلفات الإلكترونية ويحافظ على الموارد الطبيعية، خاصةً وأن البطاريات المدمجة تحتوي على مواد بالغة الخطورة وغير قابلة للتحلل الحيوي.
القرارات المُتخذة
وافق الاتحاد الأوروبي مؤخرًا على لائحة تهدف إلى تحسين استدامة هواتف الجوال المحمولة؛ وذلك من خلال فرض قانون على الشركات المُصنَّعة للهواتف المحمولة بتضمين بطاريات قابلة للإزالة في جميع الهواتف الجديدة التي تُصنّعها الشركات حديثًا بدءًا من العام 2027 بدلًا من البطاريات المدمجة، ويشمل القرار جميع الشركات حتى شركة آبل Apple.
يُعد هذا القرار جزء من جهد أوسع من قبل الاتحاد الأوروبي لتعزيز استدامة الأجهزة الإلكترونية من خلال تحسين متانة المعدات الإلكترونية وقابليتها للإصلاح، وكل ذلك كجزء من استراتيجيته للحد من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري بنسبة 60٪ بحلول عام 2030؛ لذا يُعد طلب بطاريات قابلة للاستبدال بواسطة المستخدم في الهواتف الذكية خطوة حاسمة نحو تحقيق هذا الهدف.
كما يُعدّ هذا التغيير التنظيمي انتصارًا مهمًا للمدافعين الذين لطالما طالبوا بإمكانية وصول أكبر واستدامة أكبر في عمليات استبدال بطاريات الهواتف الذكية، ولكن كانت الشركات تستشهد بالقيود التقنية، مثل اعتبارات العزل المائي والتصميم كأسباب رئيسية لاستخدام البطاريات المدمجة. ومع ذلك يوضّح الاتحاد الأوروبي بأن فوائد البطاريات التي يمكن للمستخدم استبدالها تفوق هذه المخاوف.