مستقبل تقنيات الذكاء الاصطناعي مابين الايجابيات والسلبيات

مستقبل تقنيات الذكاء الاصطناعي مابين الإيجابيات والسلبيات  

بات مستقبل تقنيات الذكاء الاصطناعي وتأثيراته علي البشرية ، من إيجابيات وسلبيات ، من أهم اهتمامات العلماء فى عالمنا المعاصر ، إذ أصبح من أهم سمات عصرنا الحالي إستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي ، فالحياة الرقمية تعمل على زيادة القدرات البشرية بطريقة مثيرة وتعطيل القدرات والأنشطة البشرية القديمة ، مما يوفر فرصاً لم تكن موجودة من قبل وبالطبع تهديدات غير مسبوقة.  

 لذا يجب علينا أن نتسأل :

هل البشرية ستكون أفضل حالاً مع انتشار تقنيات الذكاء الاصطناعي  ؟

أكد الخبراء أن الذكاء الإصطناعي والأنشطة الرقمية سوف تضخم القدرات البشرية بطريقة لم يسبق لها مثيل ، ولكن علي الجانب الأخرى سوف تهدد الإستقلالية والحياة البشرية ، إذ تحدث الخبراء عن إحتمالات واسعة النطاق ، أن تقنيات الذكاء الإصطناعي قد تتطابق أو حتى تتجاوز الذكاء والقدرات البشرية في مهام مثل اتخاذ القرارات المعقدة ، والتفكير والتعلم ، والتحليلات المتطورة والتعرف على الأنماط ، والحدة البصرية ، والتعرف على الكلام ، وترجمة اللغات ، لقدرتها على معالجة كمية كبيرة من البيانات والمعلومات بسرعة وبنسبة أخطاء قليلة نسبياً بالمقارنة بالأخطاء البشرية ، عند إستخدام تقنيات الذكاء الإصطناعي في مجالات الرعاية الصحية ، والهندسة ، والتعليم ، والزراعة ،والطاقة ، والفنون ، والفضاء، والروبوتات ، ………… وغيرها من الأنشطة البشرية المختلفة، يوفر الكثير من الوقت والطاقة ويتغلب على الأخطاء والإجهاد البشري .

يتوقع المحللون والخبراء أن في عام 2030 سيصبح الناس أكثر اعتمادا علي تقنيات  الذكاء الإصطناعي والانظمة الرقمية المعقدة  ، ويقول البعض أننا سنظل علي الاتجاه التاريخي المتمثل في زيادة حياتنا بنتائج إيجابية وقدرات هائلة ، فأصبح البشريتمتعون بقدرات لم يكن لها مثيل من قبل بفضل إستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي ، ولكن البعض الآخر من الخبراء يري أنة سوف تكون هناك صعوبات واسعة النطاق يصعب السيطرة عليها عندما يتصاعد استخدامنا للتقنيات الذكاء الاصطناعي .

هل تقنيات الذكاء الاصطناعي سوف تؤدي إلي تعزيز القدرات البشرية ؟

هل البشرية  سوف تكون  أفضل حالا مما هي عليه

اليوم ؟

هل الذكاء الاصطناعي قادر علي أن ينحي البشر جانبًا ويسيطر علي العالم ؟

بالطبع أن اعتماد البشر المتزايد علي تقنيات الذكاء الإصطناعي لن يسير على مايرام ، الا إذا تم إيلاء اهتمام وثيق وفعال لكيفية هندسة هذه التقنيات ، وتوزيعها وتحديثها ، وكيفية التحكم السيطرة عليها .

واستخدام العقل البشري المنحة الإلهية للبشر ، بما يحمل في طياته من عجائب تفوق قدرات التقنيات الحديثة مهما بلغت قدرتها ، للسيطرة والتحكم في هذا العالم المتطور. 

فقد قالت Sonia Katyal المديرة لمركز بيركلي للقانون والتكنولوجيا وعضو مجلس مستشاري الإقتصاد الرقمي بوزارة التجارة الأمريكية ،أنة في 2030 سوف تكون توجهاتنا حول النظر بعمق إلى قيمنا ومعتقداتنا حول كيف ستؤثر تصورات الذكاء الاصطناعي وتطبيقاتها على مسار الحقوق المدنية في المستقبل ، الخصوصية ، المساواة ، الفرص المتاحة ، التعلم عن هذه التقنيات والتعامل معها

فقد أكد Erik Brynjolfsson مديرة مبادرة معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا والاقتصاد الرقمي ، على أن تقنيات الذكاء الاصطناعي قد حققت أداءً خارقاً في جميع المجالات ، وليس هناك شك أن هذة التقنيات سوف تحسن من أداء البشر بطريقة خارقة ، فيمكننا جعل العالم مكاناً أفضل ، فيمكننا القضاء على الفقر ، والحد بشكل كبير من المرض ، وتقديم تعليم أفضل للجميع ، كما يمكننا إستخدام تقنيات الذكاء الإصطناعي لتركيز الثروة والسلطة بشكل متزايد ، وإنشاء أسلحة أكثر تدميراً.

     فيأتي السؤال الآن:

ماذا نختار أن نفعل بهذة التقنيات الهائلة  ؟

نحن بحاجة للعمل والتعاون معًا  للتأكد من أن إستخدام هذة التقنيات سوف تتوافق مع قيمنا وأننا سوف نستخدمها بفاعلية وليس في التدمير والحروب  ، يجب أن يتم ذلك على جميع المستويات بدايه من المستويات الحكومية العليا ، والشركات ، والأوساط المتخصصة في مجال تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي ،وحتي الأشخاص مستخدمي هذه التقنيات .

وقد قال Bryan Johnson المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة Kernrl ، المطور الرائد للواجهات العصبية المتقدمة ، أعتقد وبقوة أن الإجابة تعتمد على ما إذا كان بإمكاننا تحويل أنظمتنا الإقتصادية نحو إعطاء الأولوية للتحسين البشرى الراديكالي وتعزيزه ، وعدم إعطاء الأولوية لرفاهية الإنسان ، فتكون توجهاتنا ليس كيف نواجهه هذا الزخم الهائل من التكنولوجيا ولكن كيف نطور البشر راديكاليًا لمعرفة الطريقة المثلى للتعامل مع هذه التكنولوجيا .

كما أكدت Judith Donath ، مؤلفة كتاب The Social Machine”, Designs for Living Online “أنه سوف يتم تسهيل معظم المواقف الإجتماعية بواسطة برامج الروبوت ، فهي  برامج ذكية تتفاعل  بطرق شبيهة بالبشر في المنزل 

فييشارك  الآباء الروبوتات الماهرة لمساعدة الأطفال في أداء الواجبات المنزلية ، إدارة المنزل ، إدارة الإجتماعات ، وبحلول 2030 سيصبح إمتلاك روبات ضرورياً للرفاهية النفسية ، وسوف نتوجه  لهؤلاء الرفاق للحصول على المشورة حول الملابس التي نرتديها ومن أين نحصل عليها  ،إذا أردنا تناول الطعام يمكن أن نستعين بهم للتعرف على احسن المطاعم و أفضل الوجبات ، حتى من نتزوجهم يمكننا سؤلهم علي نسبة توافقنا معهم ، أنة حقاً مذهل ؛

مع مرور الوقت سيتلاشى في أذهاننا الفرق بين الإنسان والروبوتات الجسدية على الرغم من أنها غير بشرية بشكل واضح ، إذ أنها ستكون صادقة بشكل مقنع لدرجة أن أنطباعنا عنها أنها كائنات تفكر وتشعر ، بسبب قدرتهم على الوصول إلي كمية كبيرة من البيانات والمعلومات ،  ستفوق قدرتهم على جذب وإقناع البشر قدرة البشرى نفسة ، إذ أنهم قادرون على محاكاة السلوك والاستجابات للمواقف المختلفة بفاعلية أكثر من البشر أنفسهم .

الآثار الإيجابية لاستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي والتي تتمثل في التالي:

• تحسين القرارات وزيادة الكفاءة :

يمكن للذكاء الاصطناعي تحليل كميات ضخمة من البيانات واستخلاص أنماط وتوجيهات مفيدة. هذا يمكنه من تحسين قرارات الأعمال والتخطيط الاستراتيجي ، وتحسين عمليات الإنتاج والتوريد وتحسين الكفاءة العامة للشركات والمؤسسات. 

• تحسين الرعاية وزيادة التكنولوجيا الطبية :

يمكن للذكاء الاصطناعي أن يسهم في تحسين الرعاية الصحية وتشخيص الأمراض ، يستخدم الذكاء الاصطناعي في تحليل الصور الطبية، وتحديد الأورام السرطانية، وتشخيص الأمراض المعقدة. يمكن أن يؤدي ذلك إلى تشخيص أدق وعلاج أكثر فعالية، مما يحسن فرص الشفاء ويرفع مستوى رعاية المرضى ،  تقديم رعاية صحية أفضل من خلال تحليل الأعراض والتاريخ الطبي والتوصيات العلاجية. يمكن أيضًا استخدامه في العثور على أدوية جديدة وتسريع عمليات البحث الطبي المتقدم .

• تحسين القطاع المالي:

يمكن للذكاء الاصطناعي تحسين أداء القطاع المالي من خلال تحليل كميات ضخمة من البيانات المالية، وتحسين عمليات التنبؤ بالسوق وتقديم نصائح استثمارية أكثر دقة. يمكن أن يساعد الذكاء الاصطناعي أيضًا في الكشف عن عمليات الاحتيال المالي وزيادة تعزيز الأمان المالي .

• تحسين الوقت والكفاءة:

يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساهم في تحسين كفاءة العديد من العمليات والأنشطة. يمكن استخدام الروبوتات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي في التصنيع والتجميع بشكل أسرع وأدق، وتحسين العمليات اللوجستية والتوريد، وتحسين جودة الخدمات المقدمة. 

• تعزيز القطاعات الصناعية والمنتجات:

يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساعد في تطوير منتجات جديدة وتحسين العمليات الصناعية، مما يؤدي إلى زيادة الإنتاجية وتوفير المزيد من الوظائف وتعزيز التنمية الاقتصادية .

• تعزيز السلامة والأمان:

يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات للكشف عن أنماط وتحذيرات الأمان والتهديدات المحتملة. يمكن أن يساعد في الوقاية من الجرائم والاحتيال وزيادة مستويات الأمان في المجتمعات والمنظمات. 

• تحسين التعليم والتعلم:

يمكن للذكاء الاصطناعي تقديم تجربة تعليمية مخصصة فردية لكل طالب. من خلال تحليل البيانات  ، ومراقبة تقدم الطلاب،  كما يمكن  للنظم الذكاء الاصطناعي تحديد احتياجات الطلاب وتوفير مواد تعليمية  ملائمة وفعالة.

  كما ان الذكاء الاصطناعي  يساهم في تقييم أداء الطلاب بشكل سريع ودقيق.

يمكن استخدام الأنظمة الذكية لتحليل الاختبارات والمهام وتقديم تقييمات شاملة للمعلمين والطلاب، مما يساعد على تحديد المجالات التي تحتاج إلى تحسين وتعزيز الاداء  .

 يمكن للذكاء الاصطناعي توفير منصات التعلم الذاتي والتعلم عن بُعد.

يمكن أن تقدم الروبوتات والمساعدين الافتراضيين الدعم والإرشاد للطلاب في حل المشاكل وتوفير شرح واضح للمفاهيم التعليمية.

يمكن للذكاء الاصطناعي دعم المعلمين في تحضير الدروس وتطوير المناهج الدراسية.

كما يمكن للنظم الذكاء الاصطناعي تحليل البيانات التعليمية وتوفير نصائح وتوجيهات للمعلمين لتحسين طرق التدريس والتكيف مع احتياجات الطلاب.

لا أحد يمكن ان ينكر الاثار السلبية التي تنتج عن سوء استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي  وتشمل التالي :

افتقار للتجربة البشرية:

يعتمد الذكاء الاصطناعي على البيانات والخوارزميات لاتخاذ القرارات بالمقابل، يمتلك البشر خبرة وحكمة تراكمية من خلال التجارب الشخصية والتفاعلات الاجتماعية. قد يتسبب الاعتماد الزائد على الذكاء الاصطناعي في تجاهل هذه التجارب البشرية القيمة وقدرات اتخاذ القرارات المبنية على الذكاء العاطفي والحس العام. 

الأخطاء الناجمة عن البيانات المعيبة:

إذا لم يتم تدريب النظم الذكاء الاصطناعي على مجموعة كافية ومتنوعة من البيانات، فقد يكون هناك خطر من حدوث أخطاء في عملية اتخاذ القرارات.

قد يؤدي تحيز البيانات المدخلة إلى تكرار التحيزات أو اتخاذ قرارات غير عادلة أو غير موضوعية.

القرارات غير قابلة للتفسير:

قد يكون من الصعب فهم كيفية اتخاذ الذكاء الاصطناعي للقرارات وتفسيرها.

فيعتبر الذكاء الاصطناعي في بعض الحالات “صندوق أسود”، حيث يمكن أن تكون القرارات قائمة على النماذج والخوارزميات المعقدة التي يصعب فهمها وتفسيرها بواسطة البشر.

الاعتماد الزائد على التكنولوجيا:

قد يؤدي الاعتماد المفرط على الذكاء الاصطناعي إلى خفض مستوى مهارات اتخاذ القرار البشرية. قد يتعود الأفراد على الاعتماد على توصيات الذكاء الاصطناعي ويفتقرون الي كيفيه إستخدام البيانات

انتهاك الخصوصية:

قد يتطلب الذكاء الاصطناعي الوصول إلى كميات كبيرة من البيانات الشخصية لتدريب النماذج وتحسين الأداء. ومع ذلك، قد يتسبب ذلك في انتهاك الخصوصية الفردية والاستخدام غير المشروع للمعلومات الشخصية.

تحيز البيانات:

قد يكون هناك تحيز في البيانات المستخدمة في تدريب النظم الذكية، مما يؤثر على النتائج والقرارات التي تتخذها. إذا كانت البيانات المستخدمة تحتوي على تحيزات سابقة أو تمجيد لتمييزات معينة، فقد يتم تكرار هذه التحيزات في القرارات التي يتخذها الذكاء الاصطناعي.

عدم الدقة والاعتمادية:

قد تكون البيانات المستخدمة في تدريب النماذج الذكاء الاصطناعي غير مكتملة أو غير دقيقة. قد ينتج عن ذلك صدور قرارات غير صحيحة أو غير موثوقة. يمكن أن يكون لذلك تأثير سلبي على المستخدمين والمجتمعات المعتمدة على تلك القرارات.

تهديد الوظائف البشرية :

التأثير على الوظائف المتكررة والروتينية يمكن للذكاء الاصطناعي استبدال الوظائف المتكررة والروتينية التي تتطلب تكرار المهام بطريقة ميكانيكية. مثلًا، في بعض الصناعات يمكن استخدام الروبوتات  لتنفيذ المهام التي كان يقوم بها العمال البشريون في الماضي.

انتقال القوى العاملة إلى قطاعات جديدة قد يتطلب تقدم الذكاء الاصطناعي وظهور تكنولوجيات جديدة  ،تتطلب تحديث مهارات العمال للانتقال إلى قطاعات عمل جديدة. يمكن أن يكون ذلك تحديًا للعمال الذين لا يمتلكون مهارات كافية وليس لديهم القدرة علي تطوير مهاراتهم.

تأكل المهارات المعرفية والاجتماعية لإنسان :

يري الكثيرون ان الذكاء الإصطناعي يزيد من القدرات البشرية للإنسان ، لكن البعض الاخر يري أن إعتماد الانسان المتزايد علي الألات سيؤدي إلي تأكل قدراتهم علي التفكير ، بإمكانيته تحسين القدرات البشرية وتقليل الاستعانه بالتقنيات الحديثة للذكاء الاصطناعي  . 

الهجمات السيبرانية:

يمكن أن يكون الذكاء الاصطناعي عرضة للهجمات السيبرانية والاختراقات. إذا تم الوصول إلى البيانات المستخدمة في تدريب النماذج  ، أو النماذج ذاتها يمكن أن يتم استخدامها بطرق غير قانونية أو تستخدم لأغراض ضارة .

يتنبأ البعض بمزيد من تأكل الهياكل الإجتماعية والسياسية التقليدية ، وإمكانية حدوث خسائر كبيرة في الأرواح بسبب النموالمتسارع للتطبيقات العسكرية المستقلة من خلال إستخدام المعلومات العسكرية والأكاذيب لزعزة الأمن والاستقرار،  

يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في عمليات الاختراق والهجمات السيبرانية. يمكن أن يتم تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي على اكتشاف ثغرات في الأنظمة وتنفيذ هجمات بطرق متطورة. هذا يشكل تهديدًا على الأمن السيبراني والمعلومات الحساسة.

يتم التعميم والاستخدام المتزايد للذكاء الاصطناعي في تطوير الأسلحة ونظم الدفاع العسكرية. قد يؤدي ذلك إلى زيادة التسلح وتفاقم سباق التسلح، مما يزيد من احتمالية نشوب النزاعات والأزمات العسكرية.

فقدان السيطرة والتوجيه البشري:

قد يكون هناك تحدي في الحفاظ على التحكم البشري والتوجيه في نظم الذكاء الاصطناعي المتقدمة. قد يصعب التنبؤ بسلوك هذه النظم والتحكم فيها بشكل كامل، مما يزيد من المخاطر المحتملة ويفتح الباب أمام استخدام غير قانوني أو غير أخلاقي للتكنولوجيا.

التمييز والتهديد للحقوق الإنسانية:

يمكن أن يتسبب الذكاء الاصطناعي في التمييز والظلم عند استخدامه في مجال الأمن والمراقبة. يمكن للنماذج الذكية أن تستند إلى بيانات محددة تحتوي على تحيزات مخفية وتتسبب في إنتهاك حقوق الأفراد وتعزيز التمييز العنصري

لذا علينا توخي الحذر عند استخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحقيق الاستفادة القصوى منها ، والحد من الاثر السلبية الناتجة عن سوء استخدام البشر لهذه التكنولوجيا.