في خطوة تُعد الأولى من نوعها في قطاع النقل الذكي الفاخر، أعلنت شركة لوسيد موتورز (Lucid Motors) – المدعومة من صندوق الاستثمارات العامة السعودي – عن شراكة استراتيجية ثلاثية مع كل من شركة أوبر العالمية وشركة نورو (Nuro) الأمريكية الرائدة في تقنيات القيادة الذاتية، لتطوير وإطلاق أسطول سيارات أجرة ذاتية القيادة (روبوتاكسي) بحلول نهاية عام 2026.
استثمار كبير ومستقبل مشترك
تتضمن الشراكة ضخ أوبر استثمارًا مباشراً بقيمة 300 مليون دولار في شركة لوسيد، بهدف تطوير نسخة مخصصة من مركبتها الكهربائية الرياضية متعددة الاستخدامات (SUV) Lucid Gravity، لتكون أول سيارة فاخرة ذاتية القيادة من المستوى الرابع (Level 4)، قادرة على العمل دون تدخل بشري في بيئات حضرية محددة.
وبموجب الاتفاق، سيتم تزويد هذه السيارات بتقنيات القيادة الذاتية من شركة نورو، المعروفة بتطوير نظم “Nuro Driver™” التي تجمع بين الذكاء الاصطناعي والرؤية الحاسوبية وأجهزة الاستشعار المتقدمة.
إنتاج 20 ألف سيارة روبوتاكسي
من المخطط إنتاج 20 ألف سيارة Lucid Gravity مخصصة للروبوتاكسي خلال السنوات الست المقبلة، على أن يبدأ الإنتاج الفعلي للمركبات المعدلة في أواخر 2026، مع التشغيل التجريبي الأول في مدينة أمريكية كبرى في مطلع عام 2027.
وتُعد هذه الخطوة تحوّلًا جذريًا في استراتيجية أوبر، التي أوقفت سابقًا تطوير منصّتها الداخلية للقيادة الذاتية، مفضّلة الآن عقد شراكات مع شركات متخصصة لخفض التكاليف وتسريع التوسع التجاري.
دور لوسيد في التحول العالمي نحو التنقل المستدام
شركة لوسيد، التي تمتلك المملكة العربية السعودية حصة الأغلبية فيها عبر صندوق الاستثمارات العامة (PIF)، تُعتبر من أبرز اللاعبين في سوق السيارات الكهربائية الفاخرة. وتتميز مركباتها – خاصة Gravity – بمدى يصل إلى أكثر من 720 كيلومترًا في الشحنة الواحدة، وبنية هندسية متقدمة تُتيح دمج تقنيات القيادة الذاتية بشكل مرن وآمن.
ومن الجدير بالذكر أن هذه الشراكة تأتي في وقت حرج لسوق السيارات الكهربائية، حيث تسعى الشركات إلى تحقيق الجدوى الاقتصادية وتوسيع الاستخدام التجاري لتقنيات القيادة الذاتية التي ما تزال تواجه تحديات قانونية وتنظيمية في العديد من الأسواق.
السوق المستهدف والنمو المتوقع
التحالف الجديد يستهدف المدن الأمريكية الكبرى في المرحلة الأولى، مع خطط للتوسع إلى أسواق أخرى بمجرد جاهزية البنية التحتية والتنظيمات القانونية. ويُتوقّع أن يكون لهذا المشروع أثر اقتصادي ضخم، سواء من حيث القيمة السوقية لشركات التقنية المشاركة، أو من خلال إعادة تعريف مفهوم النقل الحضري الفاخر.
وقد قفزت أسهم شركة لوسيد في الأسواق الأمريكية بأكثر من 50% بعد إعلان الشراكة، في إشارة واضحة إلى ثقة المستثمرين بجدوى المشروع وإمكانياته التجارية.