مال وأعمال – خاص
في تطور قد يعيد رسم موازين سوق النفط العالمي، كشفت مصادر مطلعة لصحيفة مال وأعمال أن كازاخستان مازالت ماضية في خططها لزيادة إنتاج النفط خلال الربع الثالث من 2025، متجاهلةً بذلك تحذيرات صريحة من كبار منتجي «أوبك+» .
وبحسب المعلومات التي حصلت عليها الصحيفة من مصادر في كازاخستان ، فإن الحكومة الجديدة ترى أن الظروف الاقتصادية المحلية، وضغوط المستثمرين الأجانب في مشاريع مثل «كاشاجان» و«تنغيز»، تفرض عليها التوسع في الإنتاج لتحقيق عوائد مالية عاجلة، حتى وإن جاء ذلك على حساب الالتزامات الدولية.
وفي مقابل ذلك، نقل مصدر خليجي لـ مال وأعمال أن السعودية تدرس خيارات “غير تقليدية” لضبط السوق، مشيرًا إلى أن المملكة «لن تتردد في استخدام أدواتها للدفاع عن استقرار السوق، حتى لو تطلب الأمر خوض مواجهة سعرية جديدة».
وتأتي هذه التطورات في وقت شهدت فيه أسعار خام برنت تراجعًا إلى ما دون 60 دولارًا للبرميل، وسط مخاوف المستثمرين من تخمة معروض جديدة قد تعصف بمكاسب السوق خلال العامين الماضيين.
ويحذر خبراء في أسواق الطاقة من أن استمرار كازاخستان ودول أخرى مثل العراق والإمارات في تجاوز حصصها قد يدفع «أوبك+» إلى الانقسام، مما يهدد بتكرار سيناريو حرب الأسعار التي شهدها السوق في عام 2020.
ويترقب المتعاملون اجتماع «أوبك+» المقبل وسط أجواء مشحونة، حيث سيكون على وزراء الطاقة اتخاذ قرارات حاسمة إما بفرض عقوبات على الدول المخالفة أو تعديل سياسة الإنتاج بما يستوعب المستجدات.
السعودية هددت باتخاذ إجراءات كبيرة إذا استمر الأعضاء في عدم الالتزام.
السعودية مارست ضغوطًا قوية على العراق وكازاخستان والامارات بسبب تجاوزهما لحصص إنتاج النفط المتفق عليها في “أوبك+”، حيث تجاوز العراق بواقع 1.4 مليون برميل يوميًا، وكازاخستان بـ699 ألف برميل.
تم الطلب من الدول المتجاوزة على تقديم خطط لتعويض الفائض عبر تخفيضات إضافية تمتد حتى نهاية 2025.
الضغوط السعودية تهدف إلى منع انهيار أسعار النفط، التي تراجعت مؤخرًا إلى مستويات 59 دولارًا للبرميل، وهو أدنى سعر منذ 2021.
تجاوزات الامارات:
وصل انتاج الإمارات إلى 3.05 مليون برميل يوميًا، بينما حصتها المتفق عليها في “أوبك+” كانت 2.91 مليون برميل يوميًا، أي بزيادة 140 ألف برميل يوميًا.
وبعد ضغوط من “أوبك+”، قدمت الإمارات خطة تعويض تتضمن تخفيضات إضافية تمتد حتى نهاية يونيو 2026، لتغطية الكميات الزائدة والعودة إلى الالتزام الكامل بحصص الإنتاج.
ورغم تجاوز، الإمارات ما زالت تظهر التزامًا بالتعاون مع “أوبك+” للحفاظ على استقرار السوق.