تقف قلعة مروان -في قصر مروان التاريخي- في الطائف شاهدة على عظمة التاريخ وروعة العمارة الدفاعية القديمة، حيث تتربع على قمة «جبل مروان» في بلاد بني عدوان، وتبعد بضعة كيلومترات عن سوق عكاظ التاريخي.
تقع القلعة ضمن قصر مروان أهم الآثار التي خلدت ذكرى الدولة السعودية الأولى وذكرى رجالها، والذي بناه «عثمان بن عبد الرحمن المضايفي»، أمير الطائف والحجاز المُنصب من قِبل أئمة الدولة السعودية الأولى. يعود تاريخ القصر إلى ما قبل عام 1217 هجرية، ويتميز ببقاء معالمه المعمارية الفريدة، والتي تمثل أحد أهم خصائص العمارة الحجازية في النصف الأول من القرن 13 الهجري.
تتميز قلعة مروان بإرثها التاريخي للدولة السعودية الأولى في الحجاز

تعد قلعة مروان من أهم المعالم الأثرية بالحجاز، وتتميز بموقعها الإستراتيجي شمال الطائف في قرية العبيلاء المجاورة لسوق عكاظ التاريخي بديار «عامر بن الظرب العدواني» حكيم العرب، والفارس الشاعر «ذو الأصبع العدواني»، كما تشرف القلعة على قرى عدوان، وتطل على بساتين النخيل في قرية العبيلاء.
بناها «محمد بن جمهور العدواني» قبل أكثر من 400 عام على جبل من «المرو»، وبنيت من حجارته، وهذا سبب تسميتها قلعة مروان. وجاء تصميمها المعماري -بحسب ما ذكره الأديب والمؤرخ «مناحي القثامي»- ليقاوم عوامل الزمن، ويعكس عبقرية البنّائين في تحقيق التوازن بين القوة الدفاعية والجمال المعماري من الموارد الطبيعية المحلية.
تحوي القلعة على أكثر من 20 حجرة و4 أبراج دفاعية وبوابة رئيسية، وبها 4 مواضع لتخزين الماء الذي كان يجلب من البئر المسماة «السدرة».
ويمكن القول أن أهم حدث تاريخي وقع في هذه القلعة –بحسب ما ذكره «محمد العدواني» المهتم بالتاريخ– ما ذكره المؤرخون هو رفع أول راية للدولة السعودية الأولى في الحجاز، وكانت على أسوار هذه القلعة.
إطلالة بانورامية وإستراتيجية فريدة على بساتين النخيل

بحسب ما ذكره الأديب والمؤرخ «مناحي القثامي»، أن موقع قلعة مروان يمنحها إطلالة بانورامية فريدة وإستراتيجية، حيث تمتد أمامها مساحات واسعة من مزارع النخيل التي تشكّل لوحة خضراء وسط الطبيعة الجبلية. وكانت تلك الإطلالة ذات أهمية عملية آنذاك، فقد كانت تمكّن الحراس من رصد أي تحركات غريبة، وضمان حماية الأراضي الزراعية والموارد الحيوية للسكان المحليين.
من جهته أوضح المهتم في التاريخ بندر العدواني، أن قلعة مروان شمال الطائف ما زالت تحتفظ بأجزاء من جدرانها وأبراجها، حيث تحوّلت إلى وجهة سياحية وترفيهية بارزة، يقصدها الزوار للاستمتاع بمشاهدة عبق التاريخ الذي يجمع بين الجبال والنخيل الباسقات، مؤكدًا أن القلعة معلم تاريخي ونافذة تطل على تاريخ الآباء والأجداد.
قد تطالع أيضاً: اكتشاف أثري فريد في واحة خيبر لقرية «النطاة» الأثرية من العصر البرونزي