توقعات بشأن شراكة سعودية قطرية متنامية في الأشهر القادمة، أدت إلى ارتفاع أسهم الشركتين. وقد أعلن رئيس شركة الخطوط الجوية القطرية، أكبر الباكر، عن عرض نوعي للشراكة مع شركة “طيران الرياض” التي أسستها المملكة العربية السعودية كناقل وطني جديد.
تأثير إقليمي
ويتضمن العرض عمليات مشتركة ومساعدة فنية متبادلة. وقد أشار الباكر إلى أن هذه الشراكة ستؤثر على سوق الطيران الإقليمي ومستقبل المنافسة مع طيران الإمارات.
وتجمع هذه الشراكة بين شركة الخطوط الجو القطرية، التي تحتل المركز الأول إقليميًا، وشركة “طيران الرياض” التي أسستها السعودية للمنافسة الإقليمية والدولية في سوق الطيران المدني.
ويمكن أن يؤدي هذا التعاون إلى مردود اقتصادي على كل من قطر والسعودية، وزيادة حركة المسافرين والشحن بين البلدين، وفتح آفاق جديدة لتعاون أعمق في مجالات أخرى مثل السياحة والتجارة والثقافة. ومع ذلك، يشير مراقبون إلى التحديات التي قد تواجه “طيران الإمارات” في المنافسة مع شركتين (القطرية وطيران الرياض) التي تستفيدان من سوق سعودية كبيرة ومتنامية.
تحالف قوي
يرى الخبير الاقتصادي القطري، عبد الله الخاطر، أن الشراكة بين الخطوط الجوية القطرية وطيران الراض ستمثل أحد أهم التحالفات الاقتصادية في المنطقة، وسيستفد منها الطرفان، خاصة أن “طيران الرياض” تحظى بدعم كبير من المملكة وتأسيس قوي.
ويشير الخاطر إلى أن هذه الشراكة ستكون ذات أفق قوي، خاصة أن الشركة القطرية لديها تحالفات كبيرة على المستوى الدولي، واستثمارات كبيرة في خطوط الطيران والمطارات. ويمكن لـ “طيران الرياض” الاستفادة من “القطرية” في اعداد الرحلات وخدمة المسافرين ووضع استراتيجية تمكنها من استمرار التنامي المهم للعلاقات الاقتصادية بين الدوحة والرياض.
ويمكن أيضًا لـطيران الرياض” الاستفادة من “القطرية” بتطوير علاقات عالمية بأفضل خطوط الطيران، مما يؤثر بشكل كبير في إعادة هيكلة مسارات الطيران حول العالم.
ويشير الخاطر إلى أن هذه الشراكة ستكون داعمة لكلا البلدين بشكل كبير، وستمنح الخطوط القطرية مكانة مستقبلية وقدرة على الاستمرار في تقديم أفضل الخدمات بأفضل الأسعار، تضاف إلى خبرتها وقدرتها الحالية.
توسع المنافسة
أثناء مشاركته في معرض سوق السفر العربي، علق رئيس شركة “طيران الإمارات”، تيم كلارك، على منافسة شركة “طيران الرياض” وتوسع المنافسين الإقليميين، وأكد أن ذلك لن يؤثر على شركته التي تتخذ من دبي مقرًا لها.
وأضاف كلارك أنه يتوقع طلبًا قويًا على السفر بغرض الترفيه، وأنه إذا استمرت شركته في تقديم خدماتها بشكل جيد فسيتعامل معها الان. وأشار كلارك إلى أن شركات الطيران السعودية ستستفيد من التوسع في هذا القطاع، وأنه يتمنى لهم التوفيق.
وفي سياق متصل، توقع تقرير شبكة الخدمات المهنية “PwC” أن تحقق السعودية وقطر فائضًا ماليًا في عام 2023 يبلغ 3.2% في العام ذاته. وأشار التقرير إلى أن الاستثمار المشترك في قطاعات مختلفة، بما في ذلك الطيران المدني، يمثل جزءا من تنويع اقتصادي البلدين الخليجيين بعيدًا عن الهيدروكربونات.
قد تطالع ايضًا: كيف تخطط المملكة العربية السعودية لمستقبلها بعد النفط؟