بدأ المفاوضات التجارية بين الولايات المتحدة والصين في جنيف

بدأ المفاوضات التجارية بين الولايات المتحدة والصين في جنيف

- ‎فياقتصاد امريكا, عام
مفاوضات الصين وامريكامفاوضات الصين وامريكا

جنيف – مال وأعمال

انطلقت اليوم في مدينة جنيف السويسرية الجولة الاولى من المفاوضات التجارية رفيعة المستوى بين الولايات المتحدة والصين، في محاولة لاحتواء التوترات الاقتصادية بين أكبر اقتصادين في العالم، والتي تصاعدت مؤخرًا بعد تبادل فرض رسوم جمركية قياسية.

وكانت واشنطن قد رفعت الرسوم الجمركية على الواردات الصينية إلى 145%، بينما ردّت بكين بفرض رسوم بنسبة 125% على السلع الأمريكية، مما أدى إلى اضطراب حاد في سلاسل الإمداد وتراجع حجم التجارة البينية.

ويقود الوفد الأمريكي وزير الخزانة سكوت بيسنت، إلى جانب المفاوض التجاري جيميسون غرير، حيث يسعى الجانب الأمريكي إلى تحقيق شروط تجارية “أكثر عدالة”، تتضمن فتح الأسواق الصينية بشكل أوسع، وزيادة واردات الصين من الغاز الطبيعي المسال والمنتجات الزراعية، فضلاً عن التعاون لمكافحة تهريب المواد المحظورة كالفنتانيل.

من جهته، يترأس نائب رئيس الوزراء الصيني، هو ليفنغ، وفد بلاده، مع هدف تخفيف الضغوط الاقتصادية الناجمة عن الحرب التجارية، دون المساس بمصالح الصين الاستراتيجية، خصوصًا في ما يتعلق بسيطرتها على صادرات المعادن النادرة.

ويرى محللون أن هذه الجولة من المفاوضات، التي رحبت بها منظمة التجارة العالمية، تُعد اختبارًا حاسمًا لقدرة الطرفين على تخفيف التصعيد، وسط توقعات بأن تركز المحادثات الحالية على تبادل وجهات النظر، دون التوصل إلى اتفاق شامل في الوقت الراهن.

وتترقب الأسواق العالمية نتائج هذه المفاوضات، التي يُرجّح أن تحدد مسار الاقتصاد العالمي خلال النصف الثاني من العام الجاري.

أبرز المحاور الاقتصادية للمفاوضات:

1. التعريفات الجمركية: يناقش الجانبان خفض الرسوم المتبادلة على السلع، خاصة في قطاعات مثل التكنولوجيا والزراعة، والتي تسببت في حرب تجارية مستمرة منذ 2018.

2. أمن سلاسل التوريد: يبحث الطرفين سبل تعزيز التعاون في سلاسل الإمداد العالمية، خاصة فيما يتعلق بالرقائق الإلكترونية (أشباه الموصلات) والمنتجات الاستراتيجية.

3. الممارسات التجارية: تناولت المحادثات مخاوف أمريكية من سياسات الدعم الصينية للشركات المحلية، بينما طالبت الصين برفع القيود عن استثماراتها في التكنولوجيا المتقدمة بأمريكا.

4. التحديات الجيوسياسية:على الرغم من الطابع الاقتصادي للاجتماع، إلا أن التوترات حول تايوان وتكنولوجيا الـ5G (مثل شركة هواوي) ظلت حاضرة في المفاوضات.

 

تصريحات رسمية:

الجانب الصيني:أكد ممثل الصين أن “الحوار بناء”، مشيرًا إلى أهمية تجنب الانفصال الاقتصادي بين القوتين العظميين.

الجانب الأمريكي:وصفت وزارة الخزانة الأمريكية الاجتماع بأنه “خطوة نحو تحقيق توازن تجاري عادل”، مع التركيز على حماية الملكية الفكرية.

 

انعكاسات على الاقتصاد العالمي:

يراقب السوق العالمي هذه المفاوضات عن كثب، خاصة مع مخاوف من تباطؤ النمو بسبب التوترات بين أكبر اقتصادين في العالم. وتحمل أي تقدم في المحادثات إمكانية تعزيز ثقة المستثمرين وتخفيف الضغوط التضخمية الناتجة عن ارتفاع تكاليف التجارة.

من المتوقع أن تستمر المفاوضات على مستويات فنية في الأيام المقبلة، مع توقعات محدودة بتحقيق اختراقات كبرى في ظل استمرار التنافس الاستراتيجي بين بكين وواشنطن. ومع ذلك، يُعتقد أن كلا الطرفين يسعيان إلى “هدنة مؤقتة” لتفادي تصعيد اقتصادي مكلف.

You may also like

ترامب يعلن رفع العقوبات الامريكية عن سوريا

  الرياض – مال وأعمال في خطوة غير