تقع بلدة العوشزية في منطقة القصيم على بعد 10 كم شرق محافظة عنيزة، واكتسبت قيمة اقتصادية وتجارية كبيرة عبر التاريخ، حيث تحوي بين جنباتها أكبر بحيرات الملح الطبيعي في الجزيرة العربية، والبالغ مساحتها 50 كيلومتراً مربعاً.
تنتج البحيرات الملح في باطن تربتها بكميات كبيرة، عبر تجمّع مياهها من عدة أودية وشعاب مثل شعيب: لوذان، السَّهل، أبو غار، الضبّة وأبو طليحة.
تاريخ قديم ومعلماً سياحياً في منطقة القصيم
بحيرات الملح الطبيعي تتجلى في بلدة “العوشزية” بعنيزة.https://t.co/BVyKI9HdYO#واس_اقتصادي pic.twitter.com/E5eoYBrgvl
— واس الاقتصادي (@SPAeconomic) August 8, 2025
كانت بلدة العوشزية حاضرة من الناحية التاريخية في روايات الرحالة «الريحاني» و«فلبي». وتعد بحيرات الملح الطبيعي معلماً سياحياً للمهتمين وزوار المنطقة، حيث كان يُصدَّر منها الملح إلى عدد من مدن ومحافظات المملكة، ولا يزال العديد من المهتمين في منطقة القصيم يعملون في صناعة «الملح» عبر الطرق القديمة، متوارثين مهنة أجدادهم، والتي تدر عليهم مبالغ مجزية.
تتميّز المنطقة بانخفاضها عن مستوى سطح البحر، ما يعزز تجمّع مياه الأمطار في الشتاء، فتشكل بحيرة مائية تستمر طوال فترة فصل الشتاء، ومن ثم تتحول إلى ملح الطعام الأبيض في الصيف بعد تبخر المياه.
عملية استخراج الملح من بحيرات الملح الطبيعي
تقدر أطوال البحيرة بـ 10 كم طولاً، وعرضها 3 كم تقريباً، ويخترقها طريق معبد بطول 2.5 كم. وتتم عملية استخراج الملح من بحيرة العوشزية، باختيار الموقع الأبعد عن أطراف البحيرة حتى يكون الأكثر نقاوة، ثم اختيار الأحواض الأكثر استواءً لكي يتم التجميع بسماكة ثابتة ونقية من التراب، ويُترك ماء بحيرة الملح ليملأ الأحواض ثم يُنتظر لعدة أيام حتى يتبخر الماء ويتكون الملح.
بعد ذلك تُجمع الطبقة المتبلورة من الملح ثم تُترك لتجف، ثم تُعبأ في أكياس بمقاسات مختلفة ومن ثم يتم تصديرها للأسواق.
وأوضح «عبد الرحمن العتيبي»، أحد المهتمين بجمع الملح وبيعه في منافذ البيع، أن استخراج الملح من بحيرة الملح يكون في موسم الصيف فقط، ولا يمكن استخراجه خلال موسم الشتاء، لأنه يحتاج إلى حرارة عالية.
وأضاف أن هناك عوائد مميزة في استخراج الملح في بحيرة العوشزية -رغم أن أسعاره بالكيلو زهيدة جداً-، إلا أن بيع كميات كبيرة منه له مردود مادي مجزٍ، ومشيراً إلى أن الملح مصدر اقتصادي في القصيم، ويُحتاج لتسويقه وجذب المستثمرين للاطلاع على طبيعته وكمياته.
قد تطالع أيضاً: السياحة البيئية: كيف يغير الوعي مستقبل السفر؟